الثلاثاء, 16 حزيران/يونيو 2015 00:00

لايمكنني استيعابه لأنني مسلم ( 18 كانون الثاني 2015 )

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

لايمكنني استيعابه لأنني مسلم

يتم انشاء الحالات وفق ادارك الامبرالية العالمية:

في حال سنقوم بتفصيل المفهوم قليلاÖ الادراك: هي مجموع الأعمال المقامة تحت اسم التأثير على اقناع خيارات الناس والتي تعطى بلا تفكير. أما القضية : هي الأسباب التي استندت بعض الاحداث اليها أو النتائج التي حصلت عن طريق تلك الأسباب, في الواقع تعني هي جوانب الحقيقة و الحادث نفسه.

مثلما كان تاريخيا فان الدول التي تدعي السيادة قاموا بانشاء الواقعات وفقا للادراك. أخيرا ينبغي قراءة الهجوم الذي تم في فرنسا على شارلي هيبدو على أنها عملية مصممة. هذا الحدث كانت الرسالة المراد اعطائها الى ادارة فرنسا أولا و الثانية المجتمع الغربي الذي لديه القدرة على التحول الى الاسلام, وكنتيجة لكل مسلمي العالم.

كما هو معروف تسارع الاعتراف بدولة فلسطين في أوروبا. أولا السويد ومن بعدها المملكة المتحدة و اسبانيا و ايرلندا آخرها كانت فرنسا التي دعت الحكومة من خلال البرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين.

 

الشهر الفائت أعلن البرلمان الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين. بالطبع فان رد الفعل الاسرائيلي لم يتأخر. وعبر نتنياهو بأن التصرف الغير مسؤول من قبل فرنسا بأن الاعتراف بفلسطين سيكون له ضرر بتأمين السلام الدائم في المنطقة.

وفي مسألة أخرى: سياسات فرنسا وروسيا في الشرق الأوسط. فان زعيم حزب المعارضة Le Pen حتى لو ادعى بأن الحكومة الفرنسية حتى لو قامت بخطوتين الى الأمام و خطوة الى الخلف بموضوع روسيا و على الرغم من الاتحاد الاوروبي يتم اتباع سياسات معتدلة.

ان فرنسا من بعد الحرب العالمية الثانية كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية. كما كان ظاهر في الآونة الأخيرة فان سياسات الشرق الاوسط مع روسيا ومع الاتحاد الاوروبي ليست على نفس الخط. بالاضافة الى ان اسرائيل و الغرب في السنوات الاخيرة كانوا يحملون المسؤولية للاسلام و المسلمين, حيث أن رئيس الجمهورية الفرنسي Hollande أفاد و باصرار بأن هذه الحادثة ليس لديهم علاقة بالحادثة. حيث قال Rupert Murdoch روبرت موردخ "المسؤولية الكاملة في هذا الهجوم على المسلمين " و175 صحيفة يهودية عاشقة لليهود على الصعيد العالمي. ان ممولي الصهاينة من الولايات المتحدة الامريكية و اوروبا يريدون هدم المسلمين و رسم خط لفرنسا.

مسألة أخرى مهمة هو التحول السريع في ملف الاعتقاد الديني و الديمغرافي لأوروبا. وهي : في تقرير المعد من قبل مركز أبحاث PEW نموذج الدين و الحياة العامة بعنوان " توقعات 2030 لمستقبل التعداد السكاني للمسلمين في العالم ", حيث أنه سيزداد مستقبلا تعداد المسلمين في العالم في 20 سنة القادمة بنسبة 35 %. وستأخذ أوروبا حصتها من هذا حيث يتم الايضاح بأن أوروبا التي يبلغ عدد المسلمين في يومنا 45 مليون حيث سيصل العدد في عام 2030 الى 58 مليون.

في القرن الماضي تراجع نسبة المسيحيين في أوروبا من 95% الى 76 %. حيث انه 70 – 80 % منهم من الملحدين. على الرغم من المحاولات السابقة فان المسيحيين فقط يذوبون في المجتمع الغربي في الواقع الملحد. ان اناس اللذين يهربون من الالحاد يتحولون الى الاسلام. في هذه الحالة تم الانتقال في آلية القرار الغربية الى اتخاذ التدابير الجدية.

فيما يتعلق بمجلة Charlie Hebdo المشهورة بالهجوم على المقدسات والتي كانت مبيعاتها الاسبوعية حوالي 20 – 30 ألفا وكانت المجلة تعيش ضائقة مالية. وفي موضوع الهجاء ينبغي عدم التمييز الديني. ان العلمانيين باستخدامهم حرية التعبير حتى أصبحت سياسة النشر بالهجوم على المقدسات اليهودية و المسيحية و المسلمة. حتى البابا ينبغي عليه أن يغضب لبعض الرسوم الكريكاتورية التي ظهرت في المجلة المعروفة حتى كان له بيان على الشكل التالي " لا أحد لديه الحق في أن يشتم أمي. من يشتم أمي فلينتظر لكمة ".

ان المسيحين في الغرب من الطبيبيعي عندهم مثل هذه الامور لأن من 70 % الى 80 % من المجتمع ملحد. حتى المقدسات المسيحية ليست في اهتمام أحد. ليس هناك وضع يتطلب الاستفزاز. حيث ان السخرية في المقدسات لا تدخل في المجتمع.

ان الوضع مشابه لهذا من حيث المجتمع اليهودي. حيث أن أغلب اليهود اللذين في أوروبا من العلمانيين. حيث ان الاهتمام في مثل هذه المنشورات ليس في اهتمامهم.

لكن المسلمين من غير الممكن أن يظلوا غير مباليين في هذا الموضوع. حتى أنه تم نشر منشورات مثل هذه سابقا في أوروبا وكانت هناك ردات فعل شديدة.

دعونا نأتي الى سؤال كيف لنا كمسلمين أن نقرأ ما تم نشره في مجلة Charlie Hebdo: وهو اطفاء الشرعية على على التدخل في العالم الاسلامي من خلال التصورات التي شكلتها الامبرالية. ان الولايات المتحدة الامريكية لن لم تجد القاعدة كيف كان لها أن تجد مبررات لاحتلال أفغانستان العراق بتهمة حيازة صدام (!) على الأسلحة النويوية و الكيميائية. والآن جعل مقتل 12 شخص في الهجوم على مجلة Charlie Hebdo في فرنسا كذريعة, الموضوع كيف سيقومون بحملة ضد المسلمين.

في العقد الأخير تم قتل 12 مليون مسلم ان زعماء العالم لم يقومو بأي مسيرة و لا حتى نندوا. والآن بسبب مقتل 12 شخص في فرنسا فأنا لا أستوعب رؤساء الدول الاسلامية كيف دخلوا في رتل من أجل المسيرة. هل كان ينبغي أن تمثل تركيا بمستوى رئيس الوزراء ؟ برأي لا ! في هذا المعنى فأنا أهنئ رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. فانه أرسل وزير الخارجية لهذه المسيرة. بهذا يكون قد أعطة جوابا دبلوماسيا مهما مقابل سياسات الغرب في الأونة الاخيرة التي اتخذت سياسة تربية روسيا. بالاضافة لم يكن هناك داعي لكسب ود الغرب و اظهار العلاقة الحميمة.

وسائل الاعلام الغربية تقوم بالتحريض بهدف زيادة الاعمال الارهابية في أوروبا وتعزيز الخوف من الاسلام (اسلاموفوبيا). في هذا الاطار BBC عندما يكون مبدأ عدم النشر لشكل الكريكاتور المجسم فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وعندما قامت بجعل غلاف المجلة المعرفة بتغطية خبر تكون قد انتهكت مبادئ النشر. ماذا كانت تهدف BBC بهذا. ان BBC هي الرائدة في وسائل الاعلام الغربية. هذا يعطي توجه لسياساتها و القضايا الاجتماعية. ان نشر BBC للكريكاتور المعروف للمجلة المعروفة ينتشر منه رائحة استفزاز. هذه الحالة توجه وتهديد سيعطي ضرر للمسيحيين و للمسلمين أيضا.

هناك من يريد قطع طريق الاسلام المتزايد في اوروبا ووضع المسلمين تحت الضغوط. لكن هذا من غير الممكن. بالاضافة بأن هذا الفخ لن يعمل . ويعد الله من يقومون بالفخ و الحيل " وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " ( آل عمران – الآية 54)

والسلام

Nejat ÖZDEN

استنبول

18.01.2015

قراءة 4329 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 16 حزيران/يونيو 2015 14:43
الدخول للتعليق