الإثنين, 17 تشرين2/نوفمبر 2014 00:00

قانون الغرب: لا نأكل الفاسد

كتبه
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في هذه المرحلة الجديدة التي وصلت اليها الرأسمالية, والتي يقال عنها الرأسمالية المالية, والتي تتكون من اندماج الرأسمال المالي و الرأسمال الصناعي و كونوا الاحتكار و مجموعات الرأسمال الكبرى. والتي هي مختلفة عن المستعمرين القدامى, وخاصة الامبرالية التي ظهرت اعتبارا من عام 1870 والتي كانت نتيجة للتنمية و التطور الرأسمالية الاقتصادية.

قانون الغرب : لا نأكل الفاسد

بعد الاكتشافات الجغرافية بلا شك فان أحد أكبر التغييرات المؤثرة في التاريخ العالمي هي الثورة الصناعية. للمرة الاولى كان المحرك البخاري الذي نفذ عام 1765 من قبل James Watt, مثلما عرف فهو أصبح رمزا للثورة الصناعية. ان التغييرات التي ظهرت اعتبارا من منتصف القرن 19 حيث ظهرت الامبرالية في المقدمة, وبعد الثورة الصناعية فهي كانت من اكبر الآثار التي أتت الى ساحة الاقتصاد العالمي.

وفر الاستعمار الأسس الاقتصادية للثورة الصناعية, مع بدء الاكتشافات الجغرافية و السفر الاوروبي للاستعمار حيث جلبت الى أوروبا المصادر القيمة من كل مكان في العالم. وبالتالي فهذا الغنى الذي ظهر في الساحة كان سببا في فتح الطريق لأوروبا في زيادة النمو الاقتصادي وبشكل عام الرفاه. في الأول كان الغرب يجمع التقنيات من الشرق ولغاية نهاية القرن 18 كانت قوى الصادرات العالمية من قبل الصين و ليس أوروبا. وكانت الهند صاحبة قدرة تصديرية هائلة.[[i]]

وفق للعصر التي تواجد فيه نهج و فهم الاستعمار الرأسمالي حيث قامت بتسيير سياسة مستندة على التآمر و دورية, من خلال ألاعيبهم حيث لم تتردد في استخدام أساليب و اداراة قذرة تحت اسم المساعدة للمنافسين العالميين المحتملين من أجل أن يكونوا تحت وصاية و ارتباط بهم. في حال كان من الضروري اعطاء مثال صارخ للممارسات الوحشية الامبرالية الانكليزية. حيث قاموا بقطع اصبع الابهام للنساجين الهنود وأوصلوهم الى حالة عدم قدرة على انتاج النسيج الهندي. بهذه الحالة قامت بتوفير هيمنة القماش الانكليزي على السوق العالمية  وبالاضافة الى ذلك حولت الهند الى وضع يشتري القماش من الانكليز. ان William Bolts  الذي كان في ادارة شركة الهند الشرقية الانكليزية وبعد انفصاله من خلال العصيان على هذا العمل الوحشي ضد شركته فقام الانكليز وفعلوا كل شيء من أجل قتل صناعة النسيج المحلية الهندية, وبين كل هذا بتوثيق في كتابه الذي يحمل اسم " اعتبارات للشؤون الهندية " الذي نشر كطبعة أولى في لندن من عام 1772.

" أُخذ القماش المصّنع في المصانع الانكليزية  ولكونه رخيصا مكان القماش الهندي ذو التكلفة اليدوية العالية." قال المنظر الشيوعي Friedrich Engels  يا للغرابة تجاهلت الرأسمالية الوحشية هذه الحقيقة.[[ii]]

ان المرحلة الجديدة التي وصلت اليها الرأسمالية و التي تسمى الرأسمالية المالية والتي ظهرت في الوسط من خلال اندماج الرأسمالية المالية و الرأسمالية الصناعية ووصلت الى مجموعات رأسمالية كبيرة و احتكارية. والتي مختلفة عن نوع الاستعمار القديم وخصوصا الامبريالية التي ظهرت اعتبارا من عام 1870 و الذي كان نتيجة تطور و تنمية الرأسمالية الاقتصادية. في الأساس ان الامبريالية التي تقوم على أسس اجتماعية و اقتصادية حيث بررت في عهود مختلفة و لفترات مختلفة. السياسة الامبريالية حيث قدمت داخل البلد على انها عنصر من عناصر الكبرياء و الهيبة. في هذا السياق حيث أن اوروبا من خلال " مسؤولية الرجل الابيض " و تصوره زعمت على ان هذا هو عبارة عن رسالة لنشر " الحضارة " الى الاماكن التي ذهبت اليها.[[iii]] ففي يومنا الحالي مع نفس ادعاءات الاستعمار الجديد لكن هذه المرة قائلين بجلبهم "الديمقراطية " واستكشاف وضع مناطق الاستعمار من جديد, بحيث تواصل في جلب الدم و البؤس و الدموع ولاسيء غير هذا. 

ففي أوائل القرن 19 كان من غير الممكن التقييم المنفصل بين العلاقات الاقتصادية الخارجية للدولة العثمانية مع التغييرات السريعة التي بدأت مع الثورة الصناعية التي أتت على الساحة الاوروبية و الرأسمالية العالمية في الاقتصاد وفي الهيكلية الجديدة. اعتبارا من النصف الثاني من القرن 19 تقوت أوروبا الغربية من خلال المزايا التي جلبها الاستعمار, على رأسهم انكلترا و فرنسا حيث قاموا بتقسيم الجغرافية التي سيستعمرونها بينهم وتوجهوا باتجاه مناطق استعمار جديدة.[[iv]] ان الامبراطورية العثمانية وفي  كل هذه التطورات التي كانت تعاش كانت تغلي على نار هادئة من خلال نشر القومية القادم من اوروبا, وجانب هذا وباضافة الثورة الصناعية ومن خلال التصرف الثقيل ضلت في تصارع مع الازمات المالية الكبيرة من اجل عدم الاستفادة من المصادر الطبيعية الموجودة داخل و خارج الأرض التي هي تحت سيطرتهم. في عام 1831 عصيان والي مصر محمد علي باشا, والتوقيع مع الانكليز لمعاهدة بلطة ليمان و مرسوم التنظيمات في عام 1838, ومن اجل التمويل العثماني أصبحت بداية لعهد جديد. حيث أن الازمات الاقتصادية التي حصلت في الدولة العثمانية بعد الاعلان عن معاهدة بلطة ليمان و مرسوم التنظيمات جرت خسائر عميقة في الهيكل المالي. أوروبا وبهدف تأمين تكيف مع حياتها التجارية قامت بغيير كلملة التعريفات التجارية ثم طرحت عدد من النهج التجارية و اللوائح الجديدة حيز التنفيذ. لكن كل هذه التنظيمات كانت لصالح رجال الأعمال الاجانب بالالضافة الى رجال الاعمال المحليين حيث ان الاحتكار التجاري المطبق في السوق الدولة العثمانية كانت لصالح في جانب المستثمرين الأجانب. وكان هذا لا يكفي مع الامتيازات التي اعطيت لانكلترا مع المعاهدة التجارية عام 1838فقد اعطيت فرنسا في أحد التواريخ واحدة مشابهه. فقط لم تقتصر هذه الميزات التي تم الاضطرار لاعطائها لانكلترا و فرنسا فقط, بين اعوام 1839 – 1846 اعطيت للدول الاوروبية الاخرى. بطبيعة الحال هذه الاوضاع كانت سببا لاعطاء مكان مهم للتجار الاجانب و المتعاونين معهم من مواطنيين الدولة العثمانية الغير مسلمين في التجارة الداخلية. ان اجغرافية العثمانية أصبحت في حالة سوق مفتوحة تقريبا للأجانب و المنتجات الأجنبية. بعد مدة قصيرة مع قلب ميزات الصادرات و الواردات ارتفع العجز في التجارة الخارجية للدولة بشكل ملحوظ . بعد حوالي عشر سنوات من توقيع الاتفاقية التجارية اضطرت الدولة العثمانية لطرق أبواب البنوك الأوروبية من اجل ايجاد قروض خارجية. الاقتراض الأول كان لانكلترا و فرنسا عام 1853 بسبب الأزمة التي اتت من حرب القرم. بعد فتح هذا الطريق للاقتراض بدأت تتتابع الديون الجديدة. ان الحركة الاصلاحية التي قاموا على تطبيقها في الدولة العثمانية والتي لم تنجح حيث اتت الى وضع اداري و مالي و سياسي و عسكري لا يمكن الخروج منه. ففي عام 1875 قامت الدولة العثمانية وبسبب الشروط المالية التي تواجهها عن اعلانها بعدم امكانية سداد ديونها. وبعبارة اخرى فان الحرب العثمانية – الروسية أدتت الى حالة أسوء في الهيكلية المالية من التي كانت عليه. في بدايات العام 1880 أصبحت مجموع الديون الخارجية التي ينبغي على الدولة العثمانية دفعها 250 مليون ليرة تركية.[[v]] قبل مؤتمر برلين عام 1878 بكثير وعند العودة الى حركات الاصلاح في عام 1871 نرى انه كانت غير قادرة على العودة السياسة السابقة البسيطة. ان انهيار النظام القديم والتي كانت جذور لعدم امكانية احيائها من جديد. ان كان جيدا او سيئ فأمام تركيا طريق واحد تشاهد و يتم تصورها كونها طريق التحديث و التوجه الغربي.  بسرعةأو بطيئة يمكننا الذهب بشكل مباشر أو موارب, لكن أصبح من المستحيل العودة الى الوراء.[[vi]]

ان مؤتمر برلين أنزل تأثير وقوة الامبراطورية العثمانية في القارة الأوروبية الى أقل مستوى وتعد نقطة خسرت فيها أراضي مهمة. بلغاريا تحصل على صفة شبه مستقلة, البوسنة و الهرسك تترك لادارة ألبانيا و المجر. وعند النظر على أنه صربيا و الجبل الاسود انفصلت من قبل من الامبراطورية, باستثناء مقدونيا فلن يكون من الخطأ اذا قلنا بأن الامبراطورية العثمانية خسرت الجنسية السلافية. ان القوة التقليدية مثل روسيا و انكلترا و فرنسا و استراليا و المجر, كانوا الأكثر وضوحا في اتباعهم سياسة نهب الامبراطورية كان في مؤتمر برلين.[[vii]] الامبراطورية العثمانية عندما دخلت في هذا العهد تحولت في منظورهم الى دولة وقعت تحت ضغط من قبل الرأس المال الاوروبي. وبعد افلاس المالية بمدة واتصف هذه بالرسمية بعد لائحة بيان محرم عام 1881. وبعد هذا المرسوم وبهدف حل المشكلة المالية بين ممثلي المؤسسات المقترضة داخليا و خارجيا تم التوقيع لنتيجة بناء لجنة دين العمومية التي تأتي بمعنى دائرة الدين. لجنة دين العمومية تشكل من ممثلي بنوك الدولة العثمانية والذي وظفتهم كل من الدولة العثمانية و ايطاليا و ألمانيا و فرنسا و هولندا و انكلترا و المجر و النمسا. مع بدا بناء هذه اللجنة و البدء بمهامها انتقلت ادارة المالية للدولة العثمانية علنا الى أيدي الاجانب, ووضعوا ايديهم على دخل الدولة.

كانت استثمارات البنى التحتية تنفذ تحت سيطرة الاجانب. وكان الدين الخارجي العام للامبراطورية العثمانية حوالي 2 مليار فرنك. مقابل هذا الدين تركت بعض الضرائب و الدخل الزائد لبعض الولايات  و الجمارك و التبغ و احتكار الملح و الطوابع وضرائب الكحول و رسوم بيت البنوك في استنبول و الصلاحيات و المجموع الرسمي لبعض الولايات للحرير لـ دين العمومية. من كان يريد الاستفادة من هذا الوضع الراهن ورؤيتهم لها كغنيمة و فرصة كان وراء الحصول على حصص لهم من هذه الازمة الاقتصادية. بشرط اعطاء اليهود اراضي في فلسطين على انهم سيكونون مساعدين في قضية حل المشاكل المالية للدولة العثمانية حتى انه تم تقديم تكليف لمستشار الخارجية أرتين باشا لتقديمة للسلطان من قبل الدكتور Theodor Herzl بأن سيستوفون كامل الدين. في رسالة الاقتراح هذه [[viii]] كان الافادات و التعابير على الشكل التالي  "ينبغي عليكم تصفير دائرة دين العمومية و المباشرة في الاستفادة من جديد بمنابع الثروة وقوة دولتكم..."  قائلين ( ابعاد دين العمومية من دولتكم وأخذ مصادر الغنى و القوة من جديد للدولة العثمانية),  ".... نعرض عليكم التخلص من الاشراف و التدقيق الاجنبي. فنحن لن نبتعد أو نترككم.  لدينا الرغبة في ارتباط ووحدة مستقبلنا و مستقبلكم..." ( لن نبتعد عنكم أبدا ولن نترككم أبدا. نحن نريد ان نتوحد من خلال ربط مستقبلنا مع مستقبلكم)[[ix]]

في الوقت نفسه فان ثروات البلاد الطبيعية وبحالة امتيازات احتكارية كان هناك تسارع في اعطائها للاجانب. في عام 1883 التبغ كاحتكار تم اعطاؤها لمؤسسة فرنسية, وفي عام 1896 فحم اريجلي الى شركة فرنسية أخرى, وفي عام 1887 معادن ومناجم بوركس للانكليز, وفي عام 1892 فحم اليجنت في Balya- Karaaydın أيضا الى شركة للدولة العثمانية برأس مال أجنبي, وفي عام 1893 نفس المؤهل أعطي كامتياز للمنغنيز لشركة Kassandra. ان استخراج المعادن و الفحم في الدولة العثمانية كان يصل الى كمية كبيرة بالمقارنة مع المعادن الصناعية. بالنسبة للحجم اليومي, بين أعوام 1902 – 1911 كان أكثر من نصف انتاج المعادن بيد الاشركات الاجنبية. بالأخص كانت نسبة الاجانب في معادن الفحم بنسبة 65 – 68 % وكان هناك تناقص مستمر في رأس مال العثمانيين في مجموع انتاج المعادن.

وكان مدحت باشا هو المؤسس الحقيقي, لكن لم يكن هناك أي بنك آخر خارج بنك Ziraat ( زراعة ) الذي حصل على وضع البنك حيث تم الاستيلاء عليه من قبل البنوك الاجنبية القوية في الدولة العثمانية. وكان بنك Banque Imperiale Ottamane بنك امبريال عثمان هو بنك ابعاثات الدولة ( بنك الدولة العثمانية ) حيث كان من الحقيقة المعرفة بأنها بنيت من رأس مال فرنسا – انكلترا. ففي عام 1888 بنك Selanik برأس مال نمساوي – فرنسي, وفي عام 1906 بنك Deutsche-Orient بدأوا بالفعالية. الى جانب هذا انتشر في جميع انحاء البلاد فروع لبنوك ايطاليا و هولندا و النمسا.

من بعد التنظيمات أخذ العجز التجاري الخارجي حالة مذمنة. لذلك حتى الاستثمارات الاكثر حيوية كانت تحت سيطرة رأس المال الاجنبي. الاستثمار الأول كانت السكك الحديدية التي كانت لها حيوية مهمة في العسكر و الادارة و آلية الاقتصاد. ومن أجل شبكة سكك حديدية ذو تكلفة تشغيلية منخفضة من جانب الدولة العثمانية حيث دخلت بدين كبير حتى من أجل هذا أظهرت أنه يفوق دخل بعض الولايات.[[x]]  

آخذو الالهام من همسات الشرق

فمن الواضح ان مؤتمر برلين شكل سبب كبير جدا في انهيار الدولة العثمانية في السياسية الداخلية و الخارجية. بعد مؤتمر برلين التقارب بين اداريي الامبراطورية العثمانية من بين الدول العظمى الكبرى ألمانيا يرجع ذلك, لأنه يعود السبب الى الدول الأخرى أخذو موقف استراتيجي بشكل لا يعطي فرصة العيش للامبراطورية العثمانية. في الواقع في تلك الفترات كان عبد الحميد الثاني ضمن جهود تقوية الامبراطورية في مناورات متددة. كان لا يتواجد في مبادرات موجه لاقامة علاقات ارتباط مع دول مختلفة ضد جهود الدول الغربية الامبرالية. حيث من المؤسف ان العلاقات العثمانية – اليابانية بزيارة الامير الياباني Komatsu Akihito الى استنبول لم تتحول الى علاقات و اقتصادية متجذرة. ففي عام 1889 بدلأت فرقاطة أرتغرول بالطريق من أجل ايصال شعار الدولة العثمانية الى امبراطور اليابان. بهذه الوسيلة كان من الممكن ان تكون خطوة مهمة من اجل السياسة الخارجية ولكن بحسب ما فهم كان الهدف الاساسي منه ذلك. في الواقع بحسب ما يفهم في بعض وثائق الخارجية الفرنسية كان لتلك الفعاليات تأثير كبير في عهد السلطان عبدالحميد, على سبيل المثال من الممكن رؤية هذا في الصين. حيث فتحت في بكين باسمه جامعة اسلامية ( جامعة حميد بكين ) ورفرف علم الدولة العثمانية على بابها.[[xi]]

كان السلطان عبد الحميد انتهج سياسة التوازن ضد الدول الأروبية ومن طرف آخر تقديم مقام الخليفة من أجل توسيع نطاق الخلافة وتأثير المسلمين في العالم و الاحتفاظ بالديناميكية. وبالتالي من خلال حاساسية القوة التأثيرية لمقام الخليفة في الجغرافية الاسلامية الممتدة من الاراضي العربية الى الشرق الأقصى كانت تهدف الى التخلص من ضغوطات السياسة الداخلية و الخارجية أو خفضها الى أقل حد. السلطان عبد الحميد من خلال تقييمه من مكانه الذي أتى تقليدجيا من الطريقة الشاذلية كان يبعث أحيانا احد شيوخ الطريقة و احيانا الملالي و الشيوخ الى افريقيا وعملوا على اجتماع الناس حوله بعنوان الخليفة للمسلمين الذين يعيشون هناك وأجريت هذه الفعاليات و الانشطة في شمال افريقيا.[[xii]]

سفير روسيا في استنبول Nelidov في تقريره الذي ارسله الى وزارة الخارجية بتاريخ 25 تموز 1889 كان في الواقع يلخص بالشكل الصحيح لهدف فرقاطة ارتغرول: ".... الهدف الفعلي من ارسال فرقاطة ارتفرول هذه المرة, هو لكي يرفرف علم الدولة العثمانية في مياه البحر الاحمر و الجزيرة العربية, والقيام بعروض لاعمال السلطان في الهند التي يتواجد فيها المسلمون بكثافة. الفرقاطة ارتغرول من اجل تقوية معنويات المسلمين المحليين وزيادة ارتباطهم بالسلطان لذلك مر ببعض الموانئ الهندية. الانكليز هم يعملون باستمرار من دون توقف من اجل كسر اطاعتهم المعنوية للسلطان."[[xiii]]

حيث أنه أكملت فرقاطة ارتغرول مهمتها بوصولها الى ميناء يوكوهاما بتاريخ 7 حزيران 1890. ففي طريق زيارتها الى اليابان رفعت علم الدولة العثمانية في الهند و المحيط الهادئ, ففي الموانئ التي مرت عليها وبرؤيتها الاهتمام الكبير من المناطق العربية حتى الشرق الاقصى قد جددت ولاء المسلمين للخليفة. ففي طريق العودة لفرقاطة ارتغرول و نتيجة لحادث غرقت و تم انقاذ 69 شخص من مرتباته البالغ عددهم 540 شخص. بعد علاج هؤلاء 69 شخص تم ايصالهم الى استنبول بتاريخ 2 كانون الثاني 1891 من خلال 2 من السفن اليابانية وهم Kongo و Nippon Hiyei. وقد أدت هذه الحادثة الى ظهور نظرة عاطفية عميقة في العلاقات العثمانية – اليابانية. ومن اجل أقرباء الشهداء اللذين قضوا في الحادثة تمت التعبئة من اجل مساعدة المسلمين من الدول المسلمة وعلى رأسها التي تقع ضمن الدولة العثمانية وتحقق بشكل طبيعي السفير الروسي. ففي كتابه Pankaj Mishra تحدث بكتابه و تعليق مختلف عن العلاقات العثمانية – اليابانية في تلك الفترة: " ففي أعوام 1890 وعلى مدى العشر سنوات التي تلته استمرت زيادة سمعة و شهرة اليابان في استنبول, وبالأخص ما لم تنجح بع الدولة العثمانية في القيام به نحجت به اليابان حتى اتت بموقف يوازي نظام العلاقات الدولية التي قدمته أوروبا. وكان عبدالحميد الذي عمل على تعزيز الاتحاد الاسلامي أبدى انزعاجه من وضع الامبراطورية اليابانية التي ترتفع في آسيا. وأعاد الامبراطور الياباني بكل احترام توصية جمال الدين الافغاني بارسال علماء من أجل تعليم الاسلام لليابانيين. ولكن من طرف آخر تأثر ببقاء اليابانيين بولائهم للامبراطور في عهد التطوير."[[xiv]]Mishra على الرغم من أنه ادعاء يذهب الشك و الشبهات: هناك ادعاءات تقلق عبد الحميد الذي له شخصية مشككة في أن يكون الامبراطور الياباني Meiji Mikado منافسا له في حال أصبح مسلما.[[xv]] ولكن حقيقة الامر كان كما يلي: السلطان عبد الحميد يستشير جمال الدين الافغاني في هذا الموضوع. يقول الافغاني: " يا سيدي السلطان في حال أرسلتم هؤلاء العلماء الى اليابان فهم يبعدون اليابانيين عن الاسلام. الأفضل الآن ارسل له هدية جميلة, ومن ثم درب علماء اخصائيين و أرسلهم الى اليابان."[[xvi]]

حتى لم يتم مثل ما قاله Mishra, فكان انتصار اليابان في حرب الروس – اليابانية عام 1904-1905 ( معركة تسوشيما ) حيث ينظر لها الى أنها شرارة المواجهة المستقلة ولأول مرة في العصر الحديث من دولة آسيوية ضد أوروبا, حيث كانت مصدر إلهام لحركات المجتمع الأصلي  للاستقلال في دول آسيا و افريقيا. هنا من الضروري ذكر تفصيل مهم يتعلق بنقطة اهتمامهم بالاسلام: يعني قبل اعلان شرعية سعيد النورسي, ففي عام 1907 ربما يتعلق بالافادة التي أبداها كقائد اعلى لليابانيين ( من المحتمل ان يكون القصد من " الاقائد الأعلى " هو الامبراطور.) يقول : " أتيت الى استنبول قبل أربعين عاما و قبل عام من الحرية ( الدستورية ). في ذلك الوقت القائد الاعلى لليابانيين سأل بعض الأسئاة الدينية للعلماء المسلمين. وتم سؤالي من قبل علماء استنبول لي.  وأيضا سألوني بهذه المناسبة بأشياء كثيرة."[[xvii]]

وبالمثل رجال الفكر المشاهير, ففي أحد المؤتمرات المدعو و السائح من أتراك سيبيريا عبد الرشيد ابراهيم قدم في عام 1930 في القاهرة : تحدث عن رسالة مفادها بأن اليابانيين اهتموا بالاسلام حيث طلب امبراطور اليابان Meiji من عبد الحميد الثاني دُعاة من اجل شرح الاسلام. في الرسالة الموجهة الى عبد الحميد: " كما تعلمون أنا و انت نحنا لسنا في موقف بامكاننا القيام به بشيء من دون موافقة الغرب. في حال اتحدت شعوبنا نكون أقوياء." بهذا الشكل حيث كان من الملفت دعوته للحركة معا. كل ما يفهم من هذا فان الاداريين اليابانيين لهذه الأسباب الكثيرة التي يمكن تعدادها أبت اهتمام كبير بالاسلام و أيضا بالدولة العثمانية.[[xviii]]

ان النصر الذي تحقق لليابانيين مقابل الروس " كان يُنظر له على أنه انتصار الشرق وشكلت مناطق نائية من تركيا الى مصر ومن ايران الى الهند حتى الوصول الى اندونيسيا. ان الوالي العام للهند اللورد Curzon الذي أصبحت بحالة مستعمرة للامبراطورية البريطانية, بقوله بان هذا النصر كان كالرعدوبأنها مرت مرور الهمسات عبر الشرق ومعبرا عن مخاوفه. ومن أجل هذا النصر كان يقول الرئيس Theodore Roosevelt " انه أكبر ظاهرة شاهدها لحد هذا اليوم في العالم ".

على الرغم من أن العلاقات بين الامبراطورية العثمانية و اليابان بقيت ضمن حدود الا انها أصبحت تشابه " تاثير الفراشة" بعد هذه الحرب, وبهذه النتيجة أصبحوا وجها لوجه مع العالم.

ان حركة Jön-Türk التي أخذت التشجيع من الانتصار الياباني ففي عام 1908 أجبروا السلطان عبد الحميد على اعادة صياغة الدستور المجمد منذ عام 1876. وشكل الايرانيين مجلس وطني في عام 1906. وفي نفس العام كانت مصر مسرح لاكبر تظاهرة ضد الاحتلال الانكيزي. التأثر من الدومينو من انتصار اليابان, حيث تم الاحساس بها في أرخبيل اندوسيا الموحدة مع الاحتلال الهولندي. ففي عام 1908 بني أول حزب قومي من قبل الجواليين. وفي مصر رشيد رضا ( 1865-1935 ) التي ألهمت من حركة الاخوان المسلمين, وتمت كتابات مثيرة على امكانية تحويل حركات التحرر من الغرب بشكل يستوعب كل آسيا " الخطر الأصفر " لأسلمة اليابان و القوة الخيالية لأوروبا [[xix]].

خالدة اديب, من خلال الفرحة التي استمدت من النصر الياباني عززت شعورها حتى في عام 1905 قامت بتسمية ابنها الثاني من وحي اسم قائد القوات البحرية الياباني الأميرال Togo (توغو) وسمته حسن حكمت الله توغو.[[xx]]

غاندي كان يقول تأثرت كثيرا بهذا الانتصار " عندما بدأ الغني أو الفقير و الكل في اليابان بالاعتقاد بالكرامة, تحررت البلاد. واستطاعت أن تصفع روسيا.... ونحن أيضا بحاجة الى الاحساس بروح الكرامة ".

ان انتصار اليابان على روسيا في عام 1905 عزز من شكل الاحساس و التأثير في حركات الاستقلال للشعوب الآسيوية. مثلما رأى غاندي فان " شعب الشرق " في نهاية المطاف " تخلص من التخدير ". وهمسات الشرق التي خاف منها Lord Curzon كانت و بفترة قصيرة ستتحول الى الارتفاع و المطالبة و الادعاء بكل وضوح.

كانت ستضعف الهيمنة الدراماتيكية لأوروبا على آسيا في بداية القرن العشرين. لكن حركات التحرر داخل هذه المرحلة لم تتمكن من اظهار المقاومة الكافية ضد التأثير الاقتصادي و السياسي الأوروبي و الامريكي, وبتهميش قيم المجتمع التي كانت بأيديهم , وهذه التيارات تطورت لتصبح موقف فكري غربي. Hegel قال لـ Marx " لا يمكن لهم ان يمثلوا أنفسهم, ينبغي أن يكون لهم ممثل " [[xxi]] حتى John Stuart Mill من أكثر المفكرين اللذين لديهم تأثير في أوروبا لم يروا "الشعوب التابعة "  مناسبين في ادارة أنفسهم بأنفسهم فان هؤلاء الشعوب الذي عرفوهم للأسف بدل من انتاج الافكار المحلية و العائدة لهم رجحوا في التحرك تحت ضط هؤلاء المفكرين اللذين يهينون الشرق بذلك الوقت فقد حكموا على أنفسهم في الركن المنعزل.

 

[i] Jack Goody, Avrasya Mucizesi, Küre Yay., 2013, s.128-141

[ii] Cengiz Özakıncı, Hangi Osmanlı, Bütün Dünya Dergisi, Başkent Üniversitesi Kültür Yay., Nisan 2011, s.64-65

[iii] Ersin Embel, Emperyalizmin Yükselişi ve Sonuçları, Siyasi Tarih, Anadolu Üniversitesi Yayınları No:2981, Ankara, 2013, s.39-40

[iv] İlber Ortaylı, Osmanlı İmparatorluğu’nda Alman Nüfuzu, Alkım Yayınları, İstanbul, 2005, s.13

[v] M. Metin Hülagü, Sultan II. Abdülhamid Dönemi ve Demiryolu Politikası, s.5 http://www.metinhulagu.com/images/dosyalar/201203021125000.pdf,  

[vi] Bernard Lewis, Modern Türkiye’nin Doğuşu, Türk Tarih Kurumu, Ankara, 1998, s.127

 

[vii] Ortaylı, a.g.e., s.39

[viii] Osmanlı Belgelerinde Filistin, TC. Başbakanlık Devlet Arşivleri Osmanlı Arşivi Daire Bşk.’lığı, İstanbul, 2009, s.303-304

 

[ix] Belge No:1a ve 1b (makalenin sonundadır)

[x] İlber Ortaylı, a.g.e., s.40

[xi] İ. Süreyya Sırma, Sultan II. Abdülhamid’in Çin’e Gönderdiği Enver Paşa Heyeti Hakkında Bazı Bilgiler, 5-9 Şubat 1979 tarihli 2. Milli Türkoloji Kongresi’nde sunduğu tebliğinden

 

[xii] İ. Süreyya Sırma, On dokuzuncu Yüzyıl Osmanlı Siyasetinde Büyük Rol Oynayan Tarikatlara Dair Bir Vesika, İstanbul Edebiyat Fakültesi, Tarih Dergisi, Sayı:31, İstanbul, 1978, s.183

[xiii] Ömer Ayanlı, Türk Japon İlişkilerinde Ertuğrul Fırkateyni, www.dunyabulteni.net /Tarih Dosyası,7 Ocak 2014; Ayrıca geniş bilgi için bkz: F. Şayan-Ulusan Şahin, Türk-Japon İlişkileri, Kültür Bakanlığı Yayınları, Ankara, 2001

 

[xiv] Pankaj Mishra, Asya’nın Batıya İsyanı, Alfa Yayınları, 2013, s.169                   

 

[xv] Pankaj Mishra, a.g.e., s.149

[xvi] “Cemaleddin Afgani Hakkında Tanıklık”,   Abdürreşid İbrahim’in 1930’lı yılların başında Kahire’de Müslüman Gençlik Derneği’nde verdiği konferans metninden   www.haksozhaber.net/cemaleddin-afgani-hakkinda-taniklik-15644h.htm  -22.07.2010

 

[xvii] Said Nursi, Şuâ’lar, Yeni Asya Neşriyat, Almanya, 1994, s.313

 

[xviii] http://www.haksozhaber.net/cemaleddin-afgani-hakkinda-taniklik-15644h.htm -22.07.2010

[xix] Pankaj Mishra, a.g.e., s.15

 

[xx] tr.wikipedia.org> Halide Edip Adıvar

 

[xxi] Edward W. Said, Şarkiyatçılık Batı’nın Şark Anlayışları, Metis Yayınları, İstanbul, 2013, s.9

 

قراءة 4479 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 29 كانون1/ديسمبر 2020 11:53
Hüseyin Caner AKKURT

Araştırmacı-Yazar

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)

الدخول للتعليق