لا مبالاة الدول الإسلامية والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)
وللأسف، لم تستطع دول منظمة التعاون الإسلامي التي لا طائل من ورائها حتى اليوم أن تتجاوز إدانة إسرائيل التي ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية. وكادوا أن يتركوا الشعب الفلسطيني المظلوم يموت أمام أعين العالم. كما أن الرئيس التركي الذي أبدى أقوى رد فعل، كان حريصًا أيضًا على الحفاظ على شروط وظيفة الوساطة المحتملة من خلال التعامل مع الحادث بطريقة باردة جدًا. فقد حذّر أردوغان إسرائيل والولايات المتحدة التي وقفت إلى جانبها بصوت عالٍ وواضح.
لم تبق إسرائيل في السنوات الأخيرة متفرجة على ما يجري في فلسطين بسبب عمليات التطبيع مع دول الخليج ومصر. فالدول العربية لم تتخلَّ عن حكوماتها الملكية في ظل دعم الدول الغربية لها. على الأقل كان على الدول العربية المصدرة للنفط أن تعلن حظرًا نفطيًا على إسرائيل.
وكعادته، تجاهل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الدراما الفلسطينية، مستخدماً تعبيراً لن تنزعج منه الدول المهيمنة في الحلف كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
يواصل الأمين العام للأمم المتحدة لعب دور “العنصر غير الفعال” في مواجهة تدمير فلسطين. وعلى أي حال، لا يمكن أن يُتوقع منه أن يتصرف على عكس ما يريده أرباب عمله (!)، رؤساء الأمم المتحدة.
الأسئلة المجنونة التي تأكل العقول:
1ـ لماذا أرسلت الولايات المتحدة قوات ضخمة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؟
لماذا تنقل الولايات المتحدة قواتها البحرية، المؤلفة من حاملتي طائرات كبيرتين وغواصات وسفن حربية، ضد حماس، التي لا تكاد تكون قزمة تضم نحو 20 ألف جندي، في مواجهة جيش إسرائيل القوي، الذي يتمتع بالفعل بتدريب وتجهيز عاليين؟ بالمركبات والأسلحة الحديثة؟ هل ستنفذ عمليات برمائية في مكان ما بحوالي 150 طائرة حربية حديثة ومروحيات وطائرات بدون طيار ومركبات قتالية مدرعة وأحدث الدبابات على كل حاملة طائرات؟
لأي غرض سيتم استخدام هذه القوة الضخمة التي تم استقدامها كما لو أن إسرائيل ضعيفة لدرجة أنها ستظهر ضعفها أمام حماس، كما لو أنها ستحارب الصين؟
الأسباب الظاهرة لذلك:
لتقديم الدعم ضد حماس، التي تشن هجومًا محدودًا ومحدد الأهداف ضد إسرائيل بقوة ضئيلة فقط. -1
لترهيب دول مثل إيران وتركيا التي قد تتدخل ضد إسرائيل.-2
لمنع استخدام مطاري دمشق وحلب السوريين، اللذين أصبحا غير صالحين للاستخدام، والمطارات المدنية العسكرية في الدول المجاورة الأخرى (في الواقع، جعلت إسرائيل مطاري دمشق وحلب المدنيين غير صالحين للاستخدام في الأيام السابقة).
ترهيب حزب الله الموالي لإيران والجماعات الإيرانية شبه العسكرية غير الحكومية الأخرى في لبنان لمنعها من الذهاب إلى فلسطين للمساعدة.
على الرغم من أن الحصار يبدو أنه يمنع حماس والشعب الفلسطيني من الحصول على المساعدات من قطاع غزة عن طريق الحصار، إلا أنه ليس من الصعب تخمين أن البحرية الأمريكية الضخمة التي تضم عشرات الطرادات والبوارج والمدمرات والغواصات لديها في الواقع أهداف أكبر.
أسباب أخرى حالية ومستقبلية لإرسال البحرية الأمريكية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط
الاستيلاء على مليارات الأمتار المربعة من رواسب الوقود الأحفوري والمواد الهيدروكربونية المكتشفة في شرق البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة، بغض النظر عن المنطقة الاقتصادية الخالصة أو مناطق الولاية البحرية التي تقع فيها؛ وللاستيلاء على هذه الموارد ورعاية تشغيل جميع هذه الرواسب من قبل الشركات الأمريكية والإسرائيلية واليونانية.
أن تكون مستعدة لمنع الدول، وخاصة تركيا التي هي المالك الحقيقي للمنطقة، من الاعتراض على هذا الاحتمال.
بالتنسيق مع الإدارة القبرصية اليونانية، للاستيلاء على أراضي جمهورية شمال قبرص التركية والرواسب الهيدروكربونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية حول قبرص ومنحها لليونان.
التعدي على الولاية القضائية البحرية للبنان وفلسطين واستغلال وقودهما الأحفوري.
وقد يكون الهدف من ذلك حماية حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردية التي عززتها في شمال سوريا من أجل منع تدميرها الكامل من قبل تركيا.
لقد انزعجت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بشدة من هزيمة أرمينيا على يد أذربيجان بدعم من تركيا وخسارة قره باغ. وإذا أحرزت الولايات المتحدة تقدما في القضايا المذكورة في الخيارات الأربعة أعلاه، فقد تساعد أرمينيا على إعادة احتلال قره باغ.
