عرض العناصر حسب علامة : الولايات المتحدة الأمريكية

في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حدث شيء لم يكن متوقعًا على الإطلاق من إسرائيل والعالم: إعادة فتح سوريا تحت قيادة الجولاني. انتهى عهد الظلم الذي ورثته عائلة الأسد من الأب إلى الابن والذي دام أكثر من نصف قرن، وبدأ السوريون في تركيا بالعودة إلى ديارهم. بالتوازي مع هذا الحدث، أدت حملة "تركيا بلا إرهاب" التي أطلقتها تركيا إلى تراجع تدريجي لتنظيم حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في الميدان، مما أجبرهم على الفناء أو الاستسلام، وهذا بدوره غيّر التوازنات في سوريا.

نشر في تركيا

كبداية، نسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين الإيرانيين في هذه الحرب المستمرة منذ ثلاثة أيام، والتي جاءت نتيجة لمخطط خبيث دبرته دولة الإرهاب إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة، ونسأله تعالى أن يتقبل الشهداء بواسع رحمته ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.

نبدأ مقالنا بتحليل موجز لواقعة شهدناها قبل نحو شهرين تتعلق بـ "التوتر بين باكستان والهند":

التوتر الذي نشب بين باكستان والهند في 23 أبريل 2025، والذي سرعان ما تطور إلى حرب، كان سببه الظاهري هجومًا إرهابيًا مجهول الفاعل. وقد أشعل هذا التوتر ما يُعرف بـ "هجوم باهالغام 2025"، الذي وقع في وادي بايساران في منطقة جامو وكشمير، وأسفر عن مقتل 27 شخصًا، من بينهم 25 هندوسيًا، ومسيحي واحد، ومسلم محلي، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 شخصًا بجروح.

في ليلة 13 حزيران/يونيو 2025، نفذت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، هجومًا استهدف منشآت الطاقة النووية والبُنى التحتية الحيوية والقادة البارزين في إيران، ما أدى إلى تسليط أنظار العالم مجددًا على هذين البلدين. إسرائيل كانت قد نفذت هجومًا مماثلًا عام 1982 عندما دمّرت مفاعل أوسيراك النووي في العراق خلال عهد صدام حسين. وفي هذا الهجوم الأخير، أول ما لفت الانتباه هو التساؤل حول سبب عدم قدرة إيران على الرد بشكل فعّال، رغم التجارب الفاشلة العديدة التي مرت بها في السابق، ورغم أن إسرائيل لم تُخفِ نيتها المعلنة بالقيام بهذا الهجوم.

تركيا لم تعد "تركيا القديمة" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. فقد رفعت نسبة الاعتماد على الصناعات الدفاعية المحلية إلى حوالي 80%، مما جعلها أقل تأثراً بالعقوبات. يحتل جيشها مرتبة ضمن أقوى وأكفأ عشرة جيوش في العالم، وهي من بين أول أربع دول في العالم في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة المسلحة وغير المسلحة (SİHA وİHA). وقد حققت بشكل كبير هدفها الاستراتيجي في الداخل والخارج المتمثل في "تركيا خالية من الإرهاب".

حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 23 عاماً، نفذ خطوات تنموية كبرى بالمقارنة مع الدول الأوروبية والعالمية. كما تدخّل جيشها في أذربيجان/قره باغ، وليبيا، والصومال لنصرة المظلومين من الإخوة في الدين والعرق، مما غيّر موازين القوى هناك.