في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حدث شيء لم يكن متوقعًا على الإطلاق من إسرائيل والعالم: إعادة فتح سوريا تحت قيادة الجولاني. انتهى عهد الظلم الذي ورثته عائلة الأسد من الأب إلى الابن والذي دام أكثر من نصف قرن، وبدأ السوريون في تركيا بالعودة إلى ديارهم. بالتوازي مع هذا الحدث، أدت حملة "تركيا بلا إرهاب" التي أطلقتها تركيا إلى تراجع تدريجي لتنظيم حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في الميدان، مما أجبرهم على الفناء أو الاستسلام، وهذا بدوره غيّر التوازنات في سوريا.
في ليلة 13 حزيران/يونيو 2025، نفذت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، هجومًا استهدف منشآت الطاقة النووية والبُنى التحتية الحيوية والقادة البارزين في إيران، ما أدى إلى تسليط أنظار العالم مجددًا على هذين البلدين. إسرائيل كانت قد نفذت هجومًا مماثلًا عام 1982 عندما دمّرت مفاعل أوسيراك النووي في العراق خلال عهد صدام حسين. وفي هذا الهجوم الأخير، أول ما لفت الانتباه هو التساؤل حول سبب عدم قدرة إيران على الرد بشكل فعّال، رغم التجارب الفاشلة العديدة التي مرت بها في السابق، ورغم أن إسرائيل لم تُخفِ نيتها المعلنة بالقيام بهذا الهجوم.