1. المملكة المتحدة

• * تأسست المملكة الموحدة وعاصمتها القدس في عهد شاول (طالوت 1047 ق.م- 1007 ق.م، سفر صموئيل من سجلات التاريخ) واستمرت في عهدي الملكين داود وسليمان (عليهما السلام). انقسمت مملكة إسرائيل الموحدة إلى مملكتين بعد وفاة الملك سليمان (عليه السلام). وتأسست مملكة إسرائيل (930 ق.م - 720 ق.م) في الشمال، حيث كان يربعام ملكًا، وتأسست مملكة يهوذا (930 ق.م - 586 ق.م) في الجنوب، حيث كان رحبعام ملكًا. عندما تم تفكيك مملكة إسرائيل الشمالية على يد الآشوريين عام 720 ق.م، تشتت بنو إسرائيل في هذه المنطقة في جميع أنحاء العالم واختفوا. ظلت مملكة يهوذا دولة مستقلة إلى أن غزاها الجيش البابلي في القرن السادس قبل الميلاد. وعلى الرغم من قيام مملكة حشمونائيم المستقلة نتيجة ثورة المكابيين (110 ق.م)، إلا أن المملكة أصبحت في البداية ولاية تابعة للدولة الرومانية (إمارة تابعة لروما)، ثم أصبحت مقاطعة رومانية تحت اسم يهودا. وظلت يهودا مقاطعة رومانية حتى قيام الثورات اليهودية. ولكن نتيجة للثورات أحرق الحكام الرومان المدينة ودمروها وطردوا اليهود منها وأعادوا تسمية المنطقة باسم "فلسطين السورية". ومع ذلك، استمر الوجود اليهودي في المنطقة إلى حد ما لعدة قرون. ويُعتقد أن يهود اليوم هم أحفاد بني إسرائيل الذين عاشوا في مملكة يهوذا.
• * ـ انتزع العرب بلاد الشام (الأرض الواقعة على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وهي الأرض التي تقع فيها إسرائيل اليوم) من الإمبراطورية البيزنطية في القرن السابع الميلادي، ثم خضعت بلاد الشام لحكم الصليبيين عام 1099م، ثم الأيوبيين (1187) والمماليك منذ القرن الثالث عشر. أصبحت تحت الحكم العثماني بعد أن هزم السلطان سليم يافوز المماليك (1517) وظلت تحت الحكم العثماني حتى انهيار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
• * ـ في أواخر العصور الوسطى، انقسم اليهود إلى مجموعتين رئيسيتين. اليهود الذين كانوا يعيشون في أوروبا الوسطى والشرقية، أي في ألمانيا وبولندا، كانوا يُطلق عليهم اليهود الأشكناز. أما أولئك الذين كانوا يعيشون في بلدان البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في إسبانيا والبرتغال تحت الحكم الإسلامي، فكانوا يُطلق عليهم اليهود السفارديم. وعندما طُردوا عام 1492، استقروا في شمال أفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأقصى وشمال أوروبا (3،2،1).

2. المجلس القومي اليهودي

في القرن التاسع عشر، ومع الصحوة القومية اليهودية، ظهرت الحركة الصهيونية في الشتات، حيث بدأ اليهود في أوروبا في القرن التاسع عشر العمل على بناء الدولة، وكان هدف اليهود في أوروبا حسب كتابهم المقدس إقامة دولة إسرائيل الكبرى على "أرض الميعاد" (الأرض الممتدة من النيل إلى الفرات، إسرائيل الكبرى. سفر التكوين، 15/8)، كانوا يهدفون إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى. بدأ الصهاينة هذه الأنشطة لأول مرة في إنجلترا. ونتيجة لذلك، أعطت بريطانيا قناصلها في فلسطين لحماية اليهود في عام 1848، وفي عام 1870، تحول مركز النشاط الصهيوني من بريطانيا العظمى إلى روسيا، وبذل تيودور هرتزل الذي أصبح رئيس الحركة الصهيونية جهوداً كثيرة من أجل إقامة دولة يهودية في فلسطين، كما التقى هرتزل بعبد الحميد الأول، ونتيجة لهذه اللقاءات تم إنشاء المستوطنات اليهودية الأولى في فلسطين. أثناء الحرب العالمية الأولى، ونتيجة لجهود الصهاينة الذين تعاونوا مع البريطانيين ضد الإمبراطورية العثمانية، بدأت عملية وعد بلفور في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 بمبادرة من آرثر بلفور، وزير خارجية بريطانيا العظمى. وبفضل جهود الصهاينة، بدأ اليهود المنتشرون في جميع أنحاء العالم بالهجرة إلى فلسطين من أجل إقامة دولة لهم. كما أدى اضطهاد ألمانيا النازية لليهود في 1930-1940 إلى تسريع هذه الهجرات. وبعد ذلك، بدأت الهجرات إلى سوريا العثمانية ثم إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، حيث قام اليهود بتوسيع رقعة السكان عن طريق شراء الأراضي بطرق مختلفة (في الثلاثينيات من القرن العشرين، تم شراء حوالي 25% من الأراضي التي تم شراؤها بالمال من الفلسطينيين، وأكثر من 50% من ملاك الأراضي الآخرين وحوالي 25% من الفلاحين).

3. تأسيس إسرائيل

• * ـ دعت خطة تقسيم فلسطين التي أعدتها الأمم المتحدة عام 1947 إلى إقامة دولتين عربية ويهودية مستقلتين وإدارة دولية للقدس في المنطقة، ووفقًا لهذه الخطة فإن 56% من الأراضي ستعطى لليهود الذين كانوا يملكون 7% فقط من الأراضي الفلسطينية، وسيبقى 400 ألف عربي داخل أراضي إسرائيل، وقد قبلت الحركة الصهيونية هذه الخطة لكن الفلسطينيين رفضوها.
• * ـ في 14 أيار/مايو 1948، انعقد المجلس القومي اليهودي في تل أبيب بقيادة ديفيد بن غوريون (الحركة الصهيونية) وأعلن استقلال دولة إسرائيل. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي اعترافهما بإسرائيل. وبعد ذلك، أعلنت الجامعة العربية (مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية) الحرب على إسرائيل، وبدأت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 (القوات الإسرائيلية 27,677، والجامعة العربية حوالي 63,000)، وخرجت إسرائيل منتصرة من هذه الحرب واستولت على الغالبية العظمى من الأراضي الفلسطينية السابقة (78%)، واستولت الدول العربية على الضفة الغربية (الأردن) وقطاع غزة (مصر). أُجبر بعض العرب الفلسطينيين (حوالي 700,000) على مغادرة أرضهم بعد مذبحة دير ياسين وأصبحوا "لاجئين فلسطينيين". وتم تدمير 400-600 قرية فلسطينية، وتم "عبرنة" البقية، ومُنع الفلسطينيون من العودة إلى أرضهم، وتم إبادة المجتمع الفلسطيني تقريباً، وتم توطين 250,000 فلسطيني في غزة، وانتهت الحرب باتفاقية الهدنة التي أبرمتها إسرائيل مع العرب عام 1949، وبعدها نشبت حروب عديدة بين إسرائيل والدول العربية. في عام 1967 (حرب الأيام الستة) احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، ثم وسّعت إسرائيل حكمها إلى القدس الشرقية ومرتفعات الجولان (2،3،4،5).
• * ـ لقد مارست إسرائيل بشكل منهجي الإبادة الجماعية في "العصر الحديث" على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة من خلال عمليات الإعدامات الميدانية المنهجية والمجازر المدنية والتعذيب، إلخ. و"العالم الحديث" صامت ومتفرج على ذلك، بينما العالم الإسلامي لا يستطيع فعل أي شيء سوى بعض الإدانات والاحتجاجات الضعيفة.
• * ـ وقد تسببت هجرة الفلسطينيين إلى بلدان أخرى وهجرة اليهود إلى فلسطين في تطور السكان ضد العرب مع مرور الوقت. وظهرت مشكلة فلسطينية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

يتبع ....

د. يوسف أوزرتورك