القوة العسكرية للولايات المتحدة الامريكية
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1990 أصبحت الولايات المتحدة الامريكية في مكانة القوة العظمى في العالم التي بلا منافس.
ان القوات المسلحة للولايات المتحدة الامريكية نشرت في العالم بحيث يمكنها التحكم برا وبحرا وجوا. ان قيادتي القوات القتالية للولايات المتحدة الامريكية المشكلة من الوحدات البرية و البحرية و الجوية تقع مقرهما في ألمانيا, أحدها مسؤول عن أوروبا وروسيا و الآخر مسؤول عن افريقيا و الشرق الاوسط. ومقر قيادتين في أمريكيا أحدها مسؤول عن الشمال و الآخر عن الجنوب الامريكي. ومقر قيادة المحيط الهادئ التي تقع في اليابان فهي مسؤولة عن المحيط الهادئ و الصين و الهند و القطب الشمالي.
من بين ستة أساطيل بحرية تم تقويتها بحاملات الطائرات فان الأسطول 2 و الأسطول 3 مسؤول عن السواحل الشرقية و الغربية في أمريكا الشمالية و الأسطول 4 مسؤول عن السواحل الأمريكية و الأسطول 5 في الخليج العربي و البحر الأحمر وبحر عمان و الأسطول 6 عن البحر الأبيض و البحر الأسود و الأسطول 7 عن المحيط الهادئ و المحيط الهندي.
ان الولايات المتحدة الامريكية مجموع قواعدها البرية و البحرية و الجوية في العالم 139 و أغلبها في الجغرافية الاسلامية وانتشرت لتكون في 1183 حامية منفصلة.
ان الولايات المتحدة الامريكية من أجل التحكم بمصادر الطاقة العالمية و طرق النقل تدعمها من خلال تأثير القواعد العسكرية التي قامت بانشاءها وبواسطة أنظمة التنصت الالكترونية المنشأة و المرتبطة مع وكالة NASA. ومن أجل التنصت الى المناطق الستة في العالم. ومن اجل التنصت على الساحات الستة في العالم تقوم بتقييم ثلاثة مليارات من البيانات في اليوم والمرتبطة بشكة Echelon التي قامت بتأسيسها.
ان الانفاق الدفاعي السنوي يصل الى 1.836 ترليون دولار حيث تقوم الولايات المتحدة الامريكية بـ 38% منها اي 682 مليار, والانفاق في الصناعات الدفاعية السنوية يصل الى 28.128 مليار دولار حيث تقوم الولايات المتحدة الامريكية بـ 35% منها اي 9,672 مليار دولار.
ان الولايات المتحدة الأمريكية تقع في موقع القوة العظمى العالمية بلا منازع من جانب الموقع الجيوسياسي من خلال السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الاتصالات و المعلومات و القوة العسكري.
ان الولايات المتحدة الامريكية هي من تنشأ الألاعيب و توزع الأدوار.
ان الولايات المتحدة الامريكية بعد العمليات العسكري التي قامت فيها في أفغانستان العراق ومن خلال التغيير في مفهوم السيطرة على الدول الأهداف ومن خلال تحريك الاختلافات المذهبية و العرقية في البلدان الهدف من خلال " مشروع الشرق الأوسط الكبير " وبدعم الأطراف التي تقع داخل الدول الهدف بشكل منفصل عن بعضهم وبشكل سري, اي تبنت مفهوم اضعاف الدولة الهدف وتقسيمها وربط هذه اللأجزاء الصغيرة بها من خلال ادارات محلية فيها.
ونتجية لذلك فان الولايات المتحدة الامريكية هي الوحيدة التي تقوم بانشاء الألاعيب.
حلفاء الولايات المتحدة الامريكية و اللذين يسمحون باستخدامهم:
انكلترا كانت مع الولايات المتحدة الامريكية في أية حال. وأيضا ألمانيا تتحرك مع الولايات المتحدة الامريكية من خلال تواجد مقرين لقيادتين حربيتين على أراضيها.
بعد غزو أفغانستان و العراق فان الولايات المتحدة الامريكية هي من تقوم بزعزعة الاستقرار في مصر وتونس و ليبيا و اليمن و سوريا. فهي سيطرت على الثوار في البلدان ماعدا سوريا, لكن لم تتمكن من أن تملي على المعارضة السورية الخط الذي رسمته.
ان تركيا لم تكن مع الولايات المتحدة الامريكية في غزو العراق و الثورة المضادة في مصر و السياسات المتبعة في سوريا.
ان روسيا وبعد لقاء أوراما مع بوتين في القمة التي حصل في الولايات المتحدة الامريكية في " قمة الدول الداعمة لمواجهة الارهاب " جُلبت الى سوريا من قبل الولايات المتحدة الامريكية. ان روسيا لا تملك القوة بأن يكون لها دور عسكري مسلح على الساحة العالمية و الدولية من دون موافقة الولايات المتحدة الامريكية.
هذه الدعوة وبالرغم من القوى العسكرية المنتشرة للولايات المتحدة الامريكية في العالم وعلى أنها لا تملك امكانيات توفير الحل الذي تريديه في سوريا فهي تشير الى أنها تعود الى سياسة حماية مصالحها من خلال استخدام سياسية " اهرب ايها الأرنب, الحق به أيها الكلب " ومن دون أن تزتنزف أية قوة اضافية واظهار العالم انه تحول الى قطبين من خلال ادخال روسيا الوهمية في الوسط.
ان روسيا جُلبت من قبل الولايات المتحدة الامريكية الى سوريا من أجل أن تقول المعارضة السورية و تركيا نعم لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ان داعش تبنت مذبحة باريس التي حصلت في تشرين الثاني 2015 و الهجوم على الفندق في مالي و ايقاع طائرة الركاب الروسية في سيناء في شهر تشرين الأول في عام 2015.
ان نواة داعش تشكلت في الموصل تحت اشراف عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA اللذين دخلوا العراق قبل عام من غزو الولايات المتحدة الامريكية الذي حصل في آذار من عام 2003.
بعد تسليم عبدالله أوجلان من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتركيا جلبت حزب العمال الكردستاني من سوريا ومركزتهم في جبال قنديل التي تقع في المنطقة الآمنة المشكلة شمال خط العرض 36 الذي منع لصدام حسين بعد الحرب العراقية الأولى من قبل الولايات المتحدة الامريكية في كانون الثاني من عام 1991.
بما أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف داعش, وتصريح فرنسا بعد هجمات باريس ومالي مباشرة باشتراكها في التحالف التي تشكل الولايات المتحدة الامريكية نواته ضد داعش وقيام روسيا بالقصف الشديد من قواعدها وعناصرها الجوية الموجودة في طرطوس و اللاذقية لمنطقة تواجد التركمان في باربوجاق وجبل زاهية و المناطق التي تتواجد فيها المعارضة والتي تسيطر عليها من ادلب و حلب و حماه و حمص, وعلى الرغم من أنها مشروع الولايات المتحدة الامريكية فان دعم PYD من قبل روسيا وفرنسا ودرجة السيطرة للولايات المتحدة الامريكية عليهما مما شكل سببا لمجيئ تلك الدول الى سوريا.
ان ايران ومن أجل تشكيل ساحة نفوذ لها في العراق و سوريا كونها الجانب التطوعي في الصراع الطائفي, ومن خلال وضعها لتركيا في المواجهة وخلط الأوراق في المنطقة بالاتفاق مع الدول الغربية وهذا ما تجده في مصلحتها.
ان التفجيرات الانتحارية التي حصلت في أنقرة قبل الانتخابات العامة في 1 تشرين الثاني 2015 وفي استنبول وعلى رأسها تفجير السلطان أحمد وظهور كل من داعش و حزب العمال الكردستاني وجبهة – حزب التحرير الشعبية التركية مسؤولة عن المجازر, هذا يجمع اهتمامنا من جديد على الولايات المتحدة الامريكية.
ونتجية لذلك
عند النظر الى عدم الاستقرار الحاصل في الجغرافية الاسلامية نرى بأن الدول الاسلامية تعيش الحرب العالمية الثالثة الغير معلنة باستخدام اسس القوات ( الغير نظامية ) حرب شوارع في داخلها, وبامكاننا ان نقول بأن تركيا أخذت بصيبها من هذا.
عند العودة الى المنظمة الارهابية الانفصالية المسلحة التي كانت سببا في تحويل محافظات و مناطق الجنوب الشرقي الى مناطق حرب نرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من قامت بانشاء و تدريب و اعداد حزب العمال الكردستاني و اداخله الى بلدنا وادارته من أجل مصالحها, بامكاننا أن نقول بأنها عبارة عن تهديد خارجي وحرب عصابات من أجل تركيا.
من أجل قبول تركيا ودول المنطقة و شعوب الدول لخريطة سوريا و العراق التي قامت الولايات المتحدة الامريكية برسمها من أجل مصالحها قامت بجلب الدول الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الى سوريا و العمل على تحريك التوتر بين روسيا و تركيا باستخدام و ادارة قواعد ومراكز التعليم للجماعة التي يتواجد عقلها المدبر لها في بنسلفانيا وذخيرة و مستودعات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في مابعد الحدود بشكل يضر بالأمن و الاستقرار في تركيا.
ان حزب العمال الكردستاني الذي نظم من أجل الصراع المسلح داخل المدن بهدف معاقبة شعب المنطقة الذي لم يدعمه وفضل أن يكون خارج الصراع المسلح, هذا أكبر من حجم منظمة ارهابية مسلحة بل ينبغي تقيمها على أنها تهديد خارجي أصبح في موقع قوة عسكرية غير متماثلة للقوة الخارجية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والتي هدفها المنطقة وتركيا, حيث ينبغي القبول على أنها قوة ينبغي التدخل ومواجهتها باتخاذ التدابير الحربية التي تتخذ ضد تجاوزات الجيوش النظامية خارج حدودنا. ينبغي في هذه المواجهة تكثيف وتركيز كل العناصر التنفيذية و القضائية ( القوى الجغرافية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و العسكرية و العلمية و التكنلوجيا و النقل و البيوغرافية ) الى مراكز حزب العمال الكردستاني الخارجية و الداخلية.
بامكان تركيا الخروج من هذه الدوامة من خلال تجفيف منابع النفاق الداخلية و ازالة الاختلافات بين العالم الاسلامي و توفير التوافق. 01 شباط 2016
عدنان تانريفيردي
جنرال متقاعد
رئيس مجلس ادارة ASSAM