الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2015 00:00

انعكاس الانهيار العقلي: اسلاموفوبيا 9 كانون الثاني 2015

كتبه
قيم الموضوع
(2 أصوات)

ان مؤسسات المسلمين الجديدة في أوروبا المستوحاة من جليز كيبل من الغذاء الحلال و العمل و وصولا الى المؤسسات التعليمية و المالية ومشاهدتها على أنها وسيلة لانتشار الاسلام في العالم فهناك فريق معادي يطور هذا الخطاب و الخوف. المثال الاوضح لهذاحركةPEGIDA ((Patriotische Europäer gegen die Islamisierung des Abendlandes وتعني " الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب " والمستند الى الجدوى وبحث منذ فترة بعيدة. مثلما يفهم من الاسم فان الحركة أكثر من هيكل يعتمد على العرق فهي مثال مباشر لعداء الاسلام.

انعكاس الانهيار العقلي : اسلاموفوبيا

ففي التصريح الذي أدلى به البابا فرانشيسكو بعد عودته مباشرة من الزيارة التي قام بها الى تركيا عرّف ما تتم معايشته بأن الحرب العالمية 3 التي لها فصول و على رأسها داعش. في الأصل ان الحرب العالمية 3 بدأت فعليا بعد الهجمات التي حصلت في 11 من أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحالف الغرب. وأمام أعين العالم كله والوصول الى شكل مركز موحد من خلال تهديتاتهم للاسلام و المسلمين و ربطهم بالارهاب. بعد هذه المرحلة من خلال نقل أماكن و مناطق الصراع للجغرافية الاسلامية بدأت الحرب الغير متماثلة و التي هي مستمرة الى الآن. وتجدر الاشارة في هذا السياق الى جورج بوش الابن بأن ما بدأه وبكل وضوح هو " الحرب الصليبية ". ومن خلال أخذ الاسلام و المسلمين اهداف مباشرة في أوروبا بعد تفجيرات محطة الميترو في مدريد عام 2004 و تفجير لندن في 7 من تموز عام 2005 ففي هذه المرحلة التي تستمر فان السياسيين الأوروبين و أطراف النشر اليمينية بالافادة و بصوت عال بأن الاسلام و المسلمين اهداف لهم. فمنذ القدم العداوة المستمرة ضد المهاجرين و الهجمات عليهم في هذه المرة تغيير أبعادها وبشكل واضح تظهر على انها تحولت الى اسلاموفوبيا أو الخوف من الاسلام.

مع فشل الادارة الاوروبية في موضوع انتاج وصناعة سياسات مستدامة ومتسقة ومناسبة في مرحلة اندماج الأقليات الملسمة في المجتمع الاوروبي ومن هذا فان تجاهل حقيقة مسؤولية الحفاظ على مسلمي أوروبا ليس شيئا الا تضليل للهدف. ان السبب الرئيسي لهذا الفشل أن الدول الأوروبية لا تقوم بايجاد الحلول و الرد على احتياجات الأقليات المسلمة الذين لهم حق المواطنة في دولهم بل يتم التصرف بشكل بطيء وحتى أنهم مترددون وليست لديهم الرغبة في هذا الموضوع. في تحديد السياسات العامة فان عدم وجود تأثير مباشر للمسلمين هذا يعزز مفهوم تعرض جبهة المسلمين للتمييز الاجتماعي. وبالتالي فان المسلمين اللذين يعيشون حالة من البرود الثقافي في المجتمعات التي يعيشون فيها حتى البعض لديه شعور بوجوده داخل وسط غير آمن مما حولهم الى حالة جماعات مغلقة. بطبيعة الحال فان بعض الهيكليات الغير مشروعة و التي ترى الانغلاق حالة طبيعية, فان مصادر الانسان مثل المركز من خلال النظر متجه في محاولة الاختراق.

التعددية الثقافية

ينبغي على العالم المسيحي أن يعرف بأنه من غير الممكن استيعاب تهديدات الموت و التهجير على المسلمين و اليهود بعد أعوام 1400. في كل مجتمع ان الاداة الرئيسية المتاحة ضمن علاقة الفوز المتبادل بدل من تهميش الأطراف لبعضها البعض لذلك الأخذ و العطاء يمكن اعتباره لا شيء أكثر من الاندماج الاجتماعي. في حال لم يتم العمل على سياسات العمل الاجتماعي بشكل سليم سرعان ما ينتقل الطرفان الى التطرف, بالفعل مؤخرا رأينا انتشار أفكار باتجاه الخوف من الاسلام بالفعل من المسيحيين و العلمانيين التقليديين.

في هذه الطريقة وفي حال تطلب اعطاء أمثلة لوجهات النظر المختلفة ولردات الفعل المنهجية: اللورد هارس أسقف الكنسية الانجليانيكية السابق بهدف الوصول الى شعور اعتماد المسلمين في المجتمع حين قال بأنه سيكون هناك قراءة للقران في مراسم التتويج التي ستقام لـ الامير تشارلز حيث كان المسيحيون التقليديون مندديين بشدة بهذا التصريح. حتى أن محرر مجلة Spectator ( المشاهد ) دوغلاس موراي أظهر ردة فقل بقوله " ان كان سيقرأ القرآن في مثل هذه المراسم, في ذلك الوقت ينبغي أن يتم الدعاء من أجل الملك و القوات المسلحة في صلوات الجمعة في مساجد انكلترا ".

يبدو من مثل هذه الردود و مشابهاتها بأن الواقع الذي يواجهنا وبكل حقيقة بأن حل التكامل الحد الادنى في أوروبا هو تنظيم " مناطق مختلفة " أو حتى عدم النظر بحرارة الى منهج " التعديدة الثقافية ". اما مسلمين أوروبا بحاجة الى التغيير أو هناك حاجة لتغير مسحيي اوروبا و العلمانيين الليبراليين, حيث أن ينبغي أن يكون هناك طلب والاستعداد الى تكيّف أنفسهم بشكل موازي مع هذا التغيير. ان لم يتحقق هذا فان كل الأقليات بما فيهم المسلمين ينبغي عليهم أن يقبلوا بأنه من غير الممكن التكامل الاجتماعي في المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها. ان هذا القمع و التحييد المتواصل لسنوات على الاسلاموفوفيا يغذي صراع القيم. ينبغي أن لا ننسى بأن سحب الأقليات الى وسط بيئة الصراع بالقوة سينتج عنه مشاكل و قضايا كبيرة تصل الى الارهاب.

دمج الاسلام في أوروبا

الواقع في الأساس هذه المشاكل في المواضيع الدينية تحديد او عدم تحديد موقف محايد للدولة و بتعبير أكثر وضوحا هي حالة مرتبطة بسياسة الدولة المشكلة و المتعلقة بمكان المسيحية في تشكيل الهوية العامة في أوروبا. هنتغتون يتحدث عن وجود منافسة بين الاسلام و المسيحية بين بعضهم البعض من اجل الهيمنة و السيطرة العالمية. هذه المنافسة تعني الانتقال المبكر للعالم المسيحي الى فهم العلمانية , حيث ان ماعزز اطروحة بيرنالد لويس " في أية مواجهة بين الاسلام و الكفر (بلا عقيدة ) فمن المؤكد بأن الاسلام سيكون منتصرا". في حال تطلب ايضاح لتعريف " البلا عقيدة " لـ لويس: فان المقصود بـ " بلاعقيدة " ليس الملحدين فانه يظهر بوضوح انه مفهوم المسحي الدنيوي. المسيحية بالمعنى الفلسفي و العملي اعتبارا من وصوله الى الاندماج بمفهوم " الأخلاق البونستانتية " تطور الى مرحلة " مابعد التاريخ " وفي هذه المرحلة فان أوروبا بشكل كامل دخلت مرحلة ركود و انهيار عقلي / فكري. في حين ان المجتمعات المسلمة وبذاكرتهم الحضارية القوية أي ما سيمكن أن نسميه "الفترة التاريخية " وخصيصا بعد الحداثة و برغبة العودة الى اسسهم على الرغم من بعض الانكسارات في منظومة القيم فهي لا تزال محافظة على قدرتها في البقاء.

ان النظم العقائدية مثل البوذية و الهندوسية و الطاوية يرون أنها معقدة من الداخل ولا يرون فيها امكانيات المنافسة لذلك حاليا لا يأخذونها في موقف العدو. في نفس الوقت يعتقدون بأنهم لا يحملون مخاطر المواجهة و المحاسبة. بالتالي فانها تصف تمام عصرنا الحالي في فترة " مابعد التاريخ " و العقل الأوروبي الذي لا يريد أن يترك شيء خارج اطار سيطرته ولا تطلب في الفترة التاريخية المواجهة و المحاسبة. وهذه المواجهة سواء المسيحيين التقليديين أو العلمانيين المتحدثين فانها تراها بأنها تهديدا. لذلك في موضوع دمج الاسلام في أوروبا الموضوع يتجه الى صراع باتجاه واحد و محلي. ان أحد العوامل الرئيسية و الأسباب المحلية الخاصة بدول أوروبا الحديثة في صراعاتهم المحلية هو " ميثاق الاستقرار " التي قامت بها الدول الاوروبية مع الكنيسة. ان فهم الحضارة الاسلامية و ثقافتها وانعكاسها في المجال الاجتماعي الاوروبي و زيادة القبول الاجتماعي لها استدعى اعادة النظر في هذا الميثاق و الاتفاق.

ان الدول الاوروبية من أجل دمج المهاجرين المسلمين ينبغي أن نؤكد مرة ثانية هنا العزوف في موضوع انتاج و تطوير السياسات. ان مسلمين أوروبا يرون هذا الاحجام في مثل الحياة اليومية و في حياة العمل و التعليم و توفير الخدمات الاجتماعية و يرونه كنوع من التمييز في قضايا الانسان الأساسية.

مشروع العمال المهاجرين المؤقتين

ان المنظور الغربي نظر الى المهاجرين في المقدمة بالنظر الى الفائدة العامة و انعكاسها على الاقتصاد. ولأنهم عاشوا مشاكل في استخدام في الأعمال الشاقة وعدد العاملين قاموا بتشجيع قدوم المهاجرين بعض النظر عن الشهادة المهنية. في تلك الفترة اي في الأعوام بين 1950 و 1960 ومن خلال السياسات المشكلة كان لا يرى بأنهم سيبقون في الغرب و خصيصا المسلمين. بالاضافة الى أن القادمين وبنسب كبيرة من العمال المهاجرين و يتشكل أغلبهم من الرجال التي لا تكون زوجاتهم معهم. فان اتجاههم العام في ارجاع المبالغ التي جمعوها مع عودتهم الى بلادهم و لعائلاتهم. ان بدء المهاجرين المسلمين اللذين في أوروبا الى البقاء فيها و جلب العائلات المتبقية الى عندهم, فالظاهر أن فشل تلك الحلقة وبالتالي أفشلت " مشروع العمال المهاجرين المؤقتين ". ففي الوضع المنشأ جديدا فان المسلمين و بشكل طبيعي أجبروا الحكومات الأوروبية التي تقابلها و المجتمع المسيحي في تصورهم لهذا الطلب الى انزالهم في السياسات الحقيقية و دمجهم. وفي مواضيع الديمقراطية و المواطنة المتساوية و الحرية الدينية و الحقوق الاجتماعية أصبحوا الطرف الذي بدأ في الصراع ومنع سياسات الحرية والسياسات الأمنية.

من غير الممكن التفكير في معالجة أوضاع المسلمين في أوروبا الغربية الذي تجاوز عددهم 15 مليون وفق رؤية مهاجري المجتمع. لأن اللذين استقروا في أوروبا و وجعلوها وطنهم ومع الجيل الجديد فكريا و جسديا أعطوا لأنفسهم موقع في موقع الأوروبي المحلي. بالتالي ينبغي على أوروبا أن تأخذ في جدول أعمالها كيفية القدرة على المعاملة المتساوية للتقاليد الدينية المختلفة و حياد الدولة من خلال تجردها من الانعكاس التقليدي المسيحي في أقرب وقت و بكل عناصره. في حال كانوا يطمحون الى أوروبا يعمها سلام دائم وخالية من النزاعات ينبغي دراسة ومشاركة قاعدة كبيرة و المتعلقة بكيفية هيكلة طريقة عادلة في حقوق المواطنة المتساوية في اطار الدستور والنظر الى أنها مسلمات رئيسية و تنفيذها بشكل عاجل.

الانتماء الأوروبي

ان مؤسسات المسلمين الجديدة في أوروبا المستوحاة من جليز كيبل من الغذاء الحلال و العمل و حتى المؤسسات التعليمية و المالية ومشاهدتها على انها وسيلة لانتشار الاسلام في العالم فهناك فريق معادي يطور هذا الخطاب و الخوف. المثال الاوضح لهذا حركة ( PEGIDA (Patriotische Europäer gegen die Islamisierung des Abendlandes وتعني " الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب " والمستند الى الجدوى وبحث منذ فترة بعيدة. مثلما يفهم من الاسم فان الحركة أكثر من هيكل يعتمد على العرق فهي مثال مباشر للعداء الى الاسلام.

ينبغي قبول الحالة الفعلية و هو أن الاسلام هو الآن أكبر أقلية دينية في أوروبا. هيث أن البروتستان في شمال أوروبا و المسلمين أكثر من الكاثوليك و الكاثوليك في الجنوب و يوجد مسلمين أكثر من البروتستان. الى الآن عندما يتواجه الأوروبيون مع الاسلام وجها لوجه يقومون بالدفاع من خلال التاكيد على نقطة التزام المسيحية و البعض الآخرون يركزون على ارتباطهم بالعلمانية كقيمة أوروبية أساسية. ان المرحلة الحالية و التي هي بدل معاملة المسلمين الموجودين في أوروبا معاملة المواطن المحلي بدل منه ينظرون اليه كمجتمع شتات, حيث أن ستتحول المشاكل التي تعاش أو التي محتمل حدوثها الى ما يشبه الغرغرينا. عندما يتم البدء بالنظر الى مجتمع على أنه شتات, ذلك المجتمع باعتبار جذوره ينغلق تحت مفهوم مجموعات محافظة والتي تأخذ البلد أو الهوية الثقافية للبلد أو الدين و الحماية الديناميكية. وفي النهاية يكون الدمج قد أخذ من كل الأنواع. في حين أن المسلمين في أوروبا يودون أن يكون انتمائهم الى أوروبا. هذا الانتماء في حال تحقق حيث هذه المجتمعات ستعطي من داخلها السياسيين و رجال الدين و رجال الاعمال و الاكاديميين ويقومون بانشائهم وفق شروط البلد الذي يعيشون فيه مما تكسب و تضيف قيمة لبلدهم. لكن السياسات ومحاولات الاسلاموفوبيا التي تمت لسنوات وحتى لوتم وضع مسلمي أوروبا في الهامش هذا ما يدفعهم الى أحضان القاعدة و داعش.

ينبغي أن لا يُنسى حقيقة مشروع الظلام و العقل العلوي العميق من أجل تطبيق و تنفيذ نظرية " صراع الحضارات " لـ هينتنغون على كراهية الاسلام والتي هي حاليا في أوروبا أو بالأصل قائمة لأسباب سياسية و أسباب عدم الاستقرار الاقليمي و الاقتصادي و التي تقوي بعضها البعض.

نشر هذا المقال بشكل مختصر في صحيفة يني شفق بتاريخ 8 كانون الثاني 2015

قراءة 4151 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 حزيران/يونيو 2015 14:33
Hüseyin Caner AKKURT

Araştırmacı-Yazar

الدخول للتعليق