الثلاثاء, 08 تشرين1/أكتوير 2013 20:20

هل على المتدينيين التخوف من الحداثة؟17/9/2013

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"ان الاسلام يمكن له أن يتجاوز الحداثة وهولديه هذه الحيوية, يكفي وجود التصور لانشاء البديل, وعدم الوقوع بغفلة في رياح العولمة. لذلك لابد من مشروع ومنهجية وطريق ايجابي للعالم الاسلامي."

لو كانت الحداثة هو تجديد و تطوير الوعي لكان التغيرات تتم على مستوى اخلاق الانسان: "ليس من الصحيح وضع الحداثة و التدين في قطبين متعاكسين" عندها بالطبع لن يكون هناك اعتراض على الاطروحة. ظاهرة الحداثة, تستند أساسا على فلسفة العقل الفردية و الاستقلالية. الحكم الذاتي للقعل اي القدرة على التفكير في مجالات الاقتصاد و الاجتماع اي يعني الترميم الثقافي وفقا لمفهومه. في اعتبار الأدب الاسلامي, هو فصل الانسان عن الحيوان, وهو الأكثر تفوقا ووجودا في العالم: وهو صاحب القدرة ويصف بأشرف المخلوقات.

لقد بين الله سبب فلسفة خلق الانسان قبل ان يخلقه حيث كان الانسان أكبر معجزة, وخلقه و كوّنه ليكون عبدا  و أعطاه شكلا وكان تصديقا لربوبيه الله. وبالتالي لا توجد وسيلة الشكل دون فلسفة ولا يمكن وجود الأشياء. هذا الاقتصاد الاخلاقي من العمارة الى الموسيقى وبشكل مختصر ليس كل الأسياء مثل هذه. حيث ينعكس كل شي بوجود الروح, يجب التفكير اذا نظرنا منطقا على سبب وجوده. ومن البديهيات من خلال المفهوم و النظرة وجود الانتكاس في الروح.  

ان العقل الذي بدأ بطريق الحداثة باسلوب ديكارت , يجب ان يضع بين قوسين و يستند الى كل المقدسات و الوحي والتقاليد قبل هذا, باعتباره أدخل نفسه في طريق البناء. أظن انه يتضح معنى قبول العقل لارادة الانسان. يستند الانسان الى فرضية لتعريف نفسه في الثقافة الدينية "الله موجود, إذا أنا موجود". وفقة اساسية في حالة ديكارت, و التفكير بالفاعل , ونشر مفهوم الآخرين اعتبارا من نفسه.

ان المجتمعات الاسلامية يجب عليها العمل و الدفاع من أرضية حديثة استنادا الى الوحي و القيم الأساسية و التقاليد و المحافظة, في الأصل عند البدء بعملية الدفاع يكون قد بدأ في عملية الفقدان. في الأصل الدين: ان الرسالة الإلهية العالمية ليست مفاهيم غريبة , ان ايصال هذه الرسالة هي تحسن المنهجية الخاصة بنا ومن الضروري التغيير. يجب علينا تطوير لغتنا من أجل أجيالنا الجديدة القادمة, ربما ان نأتي بلغة مفهومة لديننا بدلا من الدفاع عن أنفسنا: نحن مجبورين لتطوير لغة القرآن. الجيل الجديد, الذي ولد في هذا العالم العصري و الرقمي, ونحنا تعرفنا على العالم العصري الرقمي في سنواتنا المتقدمة من العمر. لذلك أطفالنا:" مواطنون رقميون" أمّا نحن "هاجرنا الى الرقمية والعصرية" من أجل تعريف الجيل الجديد بالطرق و المبادئ الأساسية للتوحيد يجب علينا اكتشاف التقنيات التي تساعدنا على ذلك وينبغي ان نتعب عقولنا من أجل ذلك. ان مثقفي الغرب يقومون بتضليل و تشويه كبير وبشكل متسارع باستخدام التقنية الحديثة. هذه المشاريع "تحالف الحضارات" و "حوار الأديان" الخ. عند نقطة المناهج الأخرى لاستيعاب الوعي لادراك الاسلام و القرآن, وذلك لسبب تواصل التآكل الكبير و الهائل لعقول و أذهان الشباب.

في جوهر الامر ليس الاسلام نفسه فقط هو ادراك المعاصرة الاسلامية, ان الحداثة التي تكون المدمر و المخرب وبحجم أكبر تقوم  و تُخضع الاخلاق , الفن, المقدسات, الاقتصاد الخ. في المسائل الأساسية من أجل التكيف و الدخول داخل "الأخلاق البروتستانتية " العمل على ادخال العلمانية و التمتع بكل شي وفرض الليبرالية العالمية الجديدة. يجب ابعاد و تخليص المقدسات الدينية من هذا الفهم الموجود الغير معتاد, من الممكن القيام بهذا من خلال تشكيل فلسفة جديدة لتاريخ الانتقال من الماضي الى المستقبل بدلا من مباركة الماضي. الاسلام و كيفية التكيّيف مع العصور الوسطى, بما انها تمكنت من تجاوزها فهي تملك حيوية لاجتياز الحداثة. يكفي ان يكون هناك تصور و البناء من جديد بدلا من الوقوع في غفلة الترقيع من رياح العولمة. كما قال الفيلسوف لودفيغ وتغنشتاين " من كان ممزق يجب أن يبقى ممزق ".

خلفية الدين و التدّين

كما أن الفن لا يكون بلا فلسفة, لا يمكن أن يكون هناك كلام عن الدين و التدين بلا أخلاق.

" ان الحداثة بحاجة الى الأخلاق وبنفس الوضع يجعل تطبيق الأخلاق من المستحيل" (روس بول)

العالم الحديث, ان المبادئ العالمية المعروفة والقيم التي يجب تصديقها قامت بهدم الأرضية المطلوبة. علاوة على ذلك من أجل تصديق القيم و المبادئ يجب ان تقدم سببا وجيها. الحداثة, بنيت على معرفة تستثني و تخرج امكانيات المعرفة الاخلاقية , هذا الفهم للقيم الأخلاقية في مسائل الايمان ليست عقلانية, حيث أصبحت مسألة رأي شخصي. في عالم من المعارضة للايمان و العقيدة, حيث أصبح الدين من الأخلاق الشخصية أو يكون أصبح على سبيل الاقتناع العقائدي.

ماكس ويبر: الحداثة " العقلانية " على أساس من الوصف المفهوم, أصبح منطق العلمانية هو الحاصل على رأس الحداثة. وهذا هو معني ماجاء في فلسفة لوثر و جالوين وتوقعاتهم في مجال البروتاستنتية و العلمنة وفهم الرأسمالية, عند خروج الدين من احتكار الكنيسة في نفس الوقت أخرجو الدين من الحياة الاجتماعية الدينية. بالفعل هذا الوضع ليس غريبا أوليس ضربا من الوهم و التصور. في كل معتقدات و ايديلوجيات أي عقيدة, لتفسير حياته لا مفر من انعكاس الفلسفة و الأخلاق الموجودة في روحه. في جوهرها ليست المسيحية نموذجا و شكلا للعلمانية, في منظور الاسلام هناك مرحلتين للمسيحية: مسيحية أهل الكتاب و مسيحية الغرب. ان المسيحية التي ولدت في القدس قاموا بتركها و الاستقرار في روما و البدء بالنموذج العلماني و الوضع الغربي.

الحداثة المعقدة

العَلمنة في المقام الأول, مهما تبيت بأنها من مفاهيم الغرب أو من مفاهيم الغرب المسيحي, الحداثة في نهاية سياستها التوسعية قامت بحصار و احاطة منتسبي الديانات الأخرى. ايوان اليتش بتعبيره المعاصرة, أصبح و كأنه دين عالمي وتكون المؤسسات التعليمية في المقام الاول من مواد هذا الدين. ان القيم التي تعتبر ديناميكية المجتمع اليوم أصبح امام أنظارنا نتائج الحركة الغربية للعصرنة و الحداثة و العمل على عقول الشباب باسم العلمانية. المجتمع عندما لا يحصل الأطفال على التعليم الديني من هذه المدارس, وحتى الحصول على هذه التعاليم خارج المدرسة أصبح من شبه المستحيل من خلال القوانين الناظمة لهذا. المدرس البديلة في المرحلة الأولى ينظر القسم المتدين اليها  " مرحلة خلاص " ( وكأنها ليس لها أي خبر عن تدريس التوحيد ) في مجال تنشة المسلمين لجيل وكأنه مر في مرحلة منكوبة من الصمت واضظروا لتسليم أطفالهم لقبضة الحداثة. اليوم مع الأسف أصبح من أولويات الأب و الأم المخاوف الدنيوية و المتطلبات و الذي أخذ مكان "سوف أربي أطفالي تربية اسلامية يكونون مسلمين جيدين " . في أبسط شكل لانشاء لمحة عامة عن هذا المنظور, في المصطلحات الدينية " الخوف و القلق " ونحن نرى كيف تكون أشياء كثيرة.         

عند هذه النقطة نرى ظهور حالة أخرى أمامنا عن الدفاع عن مفهوم الحداثة: الفرد في الدين, التخفيض من ضمير الفرد, وافقاد الدين في النهاية لمكانته في الحياة الاجتماعية, في وجهة التدين " العدمية " ( التفرد ) حيث ترك في وجه لوجه مع التطور.

آراء لوثريان, ليس هناك تأثير على الأعمال الخاظئة لانسان من أجل قبول العفو و المكآفاة و الغفران لا تحدث الا برحمة من الله. أي أن الاعمال السيئة أو الحسنة التي تقوم بها في الدنيا لا تنقذ أو تسئ في مقامك, لكن هذا الغفران لا يتحقق الا من الله, نشيرهنا الى أعمال العلمانية لاخراج حدود الحلال و الحرام من الوسط. وعندما يكون هذا هو منظور العلمانية الى الدين, وكأنهم الله في السماء فقط, فقط عند الآخرة " عقيدة الغفران " حيث أصبحت الهيمنة العالمية من قبل ايديلوجيات الليبرالية و الرأسمالية لا تعرف حدود و اطار الحرام و الحلال. الربح الرأسمالي , من حيث نمط الحياة و المعيشة الليبرالية الاجتماعية, بالاضافة الى هذا يكونون بعيدين عن الاخلاق, وتم تصغير الفردية وأصبحت العقيدة عادة تصورا احتفالي لذلك يجب التصدي بشكل عاجل لهذه الأشكال المحاصرة في هذه الحياة الحديثة.

تركيب طريقة جديدة

النظام و الاخلاق و الفلسفة الاسلامية, على سبيل المثال لم تترك التصرف بشكل تام في المشاركة و تقدير الحياة و الاستهلاك الفردي, لم تعطي الانسان بميزة القول "أن تتصرف و تعيش و تربح كيفما تشاء". ان الاسلام لا يوافق أصلا على هذه المفاهيم التي جلبت مع الحداثة. وعلاوة على ذلك الاسلام يدين بشدة هذه النهج. في المقابل " الاستهلاك و التعايش حتى الموت " ان مفهوم الليبرالية الرأسمالية الغربية هو الجرى المتحد لهم, ان الانسان الحديث و العصري محروم من أي كان من امكانية الانتاج و الشعور الجماعي غير الرأسمالية, ليس لله ولا للانسان,حيث انها أصبحت قادرة على نفسها من خلال علاقاتها و السلع المنتجة ذات الانتاج الكبير.

بعد كل هذه المقايسات و التحليلات يمكن القول كنتيجة و بكل راحة مايلي : هل الحداثة و التدين بينهما مفاهيم ودية؟ ام أنهم قطبي العالم المنفصلين؟

ان مسلمي العالم من ناحية الديناميكية الداخلية ومن ناحية المخاوف التي نحملها, التفكير و التغيير وبسرعة بكل ماهو متعلق بالمقدسات و العمل بعيدا عن التعرض للنهج الانتقائي و الملطف, فلا مناص من تطوير المشروع و المنهجية و الوسائل البديلة.

نشر في يني شفق.

قراءة 4481 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 10 كانون1/ديسمبر 2013 14:50
Hüseyin Caner AKKURT

Araştırmacı-Yazar

الدخول للتعليق