وهنا أسرنا الى الأولوية لتقديم المساعدة لأخوتنا السوريين بواسطة الجمعية التي أنشاناها هنا.
لن تكون وسائلنا كافية وعدد اللاجئين في ازياد و فقدان الوقت في طلب المساعدات العينية و المادية في الأطراف المختلفة.
ونحنا نضظر الى تغطية النفقات لتشغيل الجمعية.
يمكن أن يكون فصل الصيف سهل من ناحية الاسكان و لكن فصل الشتاء يقترب .
في البداية تم منع دخول اللاجئين الى مركز المدينة و لكن لم يتم وضع حد لهذا, وعندما مُلئ المخيم عمل اللاجئون على ايجاد مأوى في المباني التي هي قيد الإنشاء و الاماكن التي يمكن اللجوء اليها بقطع النايلون. وكان هناك حاجة ملحة للدعم..."
أوصلتُ بعض المساعدات العينية و النقدية للأخوة التي جمعتها و قمت بتامينها من الأصدقاء المقربين مني في أنقرة. بعد ذلك من أجل تسليم الاموال التي جمعتها و من أجل مشاهدة المشكلة على أرض الواقع ذهبت الى اقليم هاتاي بالطائرة بتاريخ 8 أيلول . لقد قاموا بالترحيب بي في المطار ويشكرون على هذا. بعد مرورنا لمدة قصيرة على مركز مدينة أنطاكيا ذهبنا الى منطقة الريحانية. وتمت ضيافتا عند أحد الحرفيين. وأخذنا معلومات عن مكان السيارة الثانية التي تم تفجيرها في مدينة الريحانية. القنابل جلبت عن طريق البحر من سوريا الى صمنداغي. و أفيد بأن كميرات المراقبة لم تعمل قبل وقوع التفجير في الريحانية.
بناء على ما تقدم, هناك ضعف في الادارة و التنظيم و الامن بشكل جدي, كارثة الدوائر الحكومية , التفجيرات , تدفق اللاجئين, لا يوجد رقابة معينة على اللاجئين, و كأنهم على غير استعداد لمثل هذه الحالات الطارئة. ومررت على باب السلامة الحدودي , وكان صديقي الذي كنت أود أن أحصل على المعلومات منه في إجازة. وعند العودة الى مدينة الريحانية و أنا أتخيل كيفية التفجير الذي حصل في الباب الحدودي بين سوريا و تركيا وفي المنطقة الفاصلة بينهما,والتي حصلت على بعد مئات الامتار حول الأسلاك الشائكة المحيطة بالباب الحدودي بين تركيا و سوريا, شاهدنا و بألم داخلي الذين يقومون بتنظيم الحدود وهم معرضون بأي وقت لأي حادثة. طوال تاريخ الجمهورية, سألنا سؤال الى انفسنا لماذا لم يتم تنظيم المشاكل في الخط الحدودي في اماكن المشاكل. هنالك مثل على كامل الخط الحدودي في نصيبين و أورفا تمر أسلاك الحدود داخل القرية فتقسمها و حتى من وسط الأراضي و التي أصبحت موضوع من مواضيع الأفلام.... وعند الحديث عن وكالات المساعدات التي في تركيا, ظهرت هناك تفاصيل مثيرة للاهتمام و مؤلمة. ان الحرب الداخلية في سوريا كانت سببا في تشكل التجارة القذرة من طرفي سوريا و تركيا. ما يتم ادخاله من تركيا الى سوريا, وجزء من هذا هو المساعدات الغذائية التي يجب أن تصل الى السكان اللذين يعانون الجوع, ولكن بشكل خاص يتم ارجاع السكر و الطحين و بيعه في تركيا. هذه الأحكام, تركز على انخفاض سعر السكر و الطحين الى نصف سعره في المناطق الحدودية و البلدات. وإن أصحاب المزارع و البساتين و الحقول يقومون بتشغيل اللاجئ السوري بأجور منخفضة.
وأصبحت هناك حركة في مدينتي الريحانية و قرخان وأيضا اصلاحية. في جنوب مدينة الاصلاحية, كانت هناك منطقة تستخدم سابقا كمستودع للتبغ, أنشى مخيم اللاجئين عليها, عند المرور من عند المخيم متجهين الى مدينة اصلاحية, ممرنا بالقرب من المدينة الصناعية التي يوجد مقابلها أبنية من الباتون على شكل طابقين غير مستخدمين. الطابق الأول بلا جدران, وبدون نوافد وبلا كهرباء, وظهر علينا ثلاث عائلات لجات اليها و هي عبارة عن أرضية من الباتون الجافة. و قاموا بما يملكونه من القطع القماشية بتقسيم المكان الى ثلاث أقسام. وكان عددهم مايقارب الثلاثين مابين رجل و امرأة و طفل. وفرشو في الأرض القطع القماشية و الحصير. كانوا يبردون ليلا حتى في موسم الصيف. وطلبوا منا البطانيات و الغذائيات. في المنطقة كيفما تدير رأسك تشاهد السوريين. و المحظوظ منهم تشاهده يعمل في حقول الفلفل و الإنشاءات.
وبما أن المحافظين يتم تعيينهم خارج مناطقهم هناك جزء مهم من العاملين في الدولة لا يتعاملون بشكل انساني مع السوريين, ويقال يُنظر لهم كأنهم حمل على عاتقهم. ومايتم تداوله على الألسنة بأنه يتم جمع السوريين من الجوامع و اخراجهم خارج الحدود أي الطرد وكل ذلك بمعرفة ودراية شرطة المحافظ. وان الحكومة قد خصصت ملايين الليرات من أجل اللاجئين, في المقدمة هناك شركات أخذت مناقصات الغذاء و لكن كان التفكير في الربح الغير مشروع. ونتيجة للمطالبات من أصحاب الضمائر الحية و نتيجة لذلك تم تخصيص نظام الاطعام الذاتي . حيث انخفضت ميزانية الاطعام من 300 مليون الى 120 مليون. وكان سلبيا بالنسبة لبعض الموظفين الحكوميين, و نهجهم الغير مدروس و المتهور, بما يولد القلق السائد هنا حيث سيتم النظر بنظرة العداء الى تركيا بعد رجوع اللاجئين الى أوطانهم.... تركيا تنفق الملايين على الفقراء , يقولون عندما تنفق الحكومة السعودية لكل عائلة 20 دولار تصبح بموقع البطل, مما يؤدي الى احراق داخلنا مرة أخرى....
في اليوم الثاني قمنا بزيارة المخيم. المرافق الإدارية و قمنا بجولة في منطقة الخيم. من بعد مشاهدتنا الناس اللذين يعانون الامرين خارج المخيم أصبح المخيم في عيوننا مريح جدا. الخيم مقاومة للمطر, ويوجد ماء و كهرباء. ويوجد أيضا ما ينامون عليه و مايفترشون به. وتم استضافتنا في خيمة عائلة مدرس من اللاذقية. لا يترددون في اكرام ما يملكونه وما بأيديهم. ويومها كان في زيارتهم ابنهم الذي هو يقاتل في صفوف المعارضة. و سيرجع بعد أيام. و جلب لهم من بساتينهم بعض العنبو التين و الخوخ. و قدموها لنا اكرامنا. أكلنا كثيرا حتى وصل الطعام الى الحنجرة و لكن هم على اصرار. ويقولون بأن عنبهم أفضل من عنبنا. وقالواعندما ينظرون الى تلك الفاكهه بأنهم يحسون بامتداد الوطن و الجذور و الشعور بالانتماء و الماضي. و أجبرونا على اكرامنا بفنجان من القهوة. وبعيون مليئة بالدموع يمد المدرس المسلم من اللاذقية يده الى الحقيبة التي تملتلئ بكل تاريخه و يرينا 20-30 صورة. أمه, أباه , أخوته, أطفاله , طلابه , هذه الصور التي تربطه بكل ما تبقى من ماضي هذه العائلة.
الخلاصة :
ان مؤسسات الدولة بقيت في مرحلتها ( لم تنتقل الى المراحل الأخرى ) .
لا يعرف الداخل و الخارج – كيف – أين – في أي وقت – وبأي مقصدج – ومن هو.
لا يوجد نظام سجل صحي .
لا يزال هناك دخول لللاجئين الى المحافظات التي ملئت مخيماتها.
وأصبح شائعا التجارة التي يمارسها اللاجئين من الحدود .
لا يوجد من يتكلم العربية بمستوى جيد في الوظائف.
يمكن أن يؤدي عدم التحكم الى تحديات أمنية بكل سهولة.
عدد الموظفين الذين يقومون بأداء صلاة الجمهة في المخيم يقتصر الى كم شخص فقط.
اللاجئون لا يأمنون على الموظفين الرسميين.
وقد قام ممثلي المنظمات الغير حكومية بالاعتماد على اللاجئين , لكن هم تحت تحدي مادي صعب. هناك حاجة لموظفين يحملون التقاليد التاريخية لبلدنا, الدين , الضمير , الهوية , السمات.
لا يكفي ان تكون خريج علوم سياسية فقط لكي تكون مدير مدني, أكبر مثال على هذا اصلاحية.
أنقرة 21/9/2013